للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمحاضرة، ولم يكن كما يقول فيه بعض أصحابه ممَّن يحسده ويتكلّم فيه هذا أو ما هو في معناه.

وقد درَّس بعدَّة مدارس بمصر والشام، ودرَّس بدمشق بالشَّاميتَيْن والعَذْراوية ودار الحديث الأشرفية، وولّي في وقت الخطابة [أيامًا يسيرة كما تقدَّم، ثم قام الخلق عليه وأخرجوها من يده، ولم يرقَ منبرها] (١)، ثمّ خالطَ نائب السلطنة الأَفْرم فجرت له أمورٌ لا يمكن ذكرها ولا يُحسبْنَ [من القبائح] (٢) ثم آل به الحال على أن عزم على الانتقال من دمشق إلى حلبَ لاستحواذه على قلب نائبها، فأقامَ بها ودرَّس، ثم تردَّد في الرسلية بين السُّلطان ومهنَّا صحبةَ أرْغُون وَأَلْطَنْبُغَا، ثم استقرَّ به المنزل بمصرَ ودرَّس فيها بمشهد الحُسَين إلى أن توفي بها بكرة نهار الأربعاء رابع عشري ذي الحجة بداره قريبًا من جامع الحاكم، ودفن من يومه قريبًا من الشيخ محمد بن أبي حمزة بتربة القاضي ناظر الجيش بالقَرَافة، ولما بلغت وفاتُه دمشقَ صُلِّي عليه بجامعها صلاة الغائب بعد الجمعة ثالث المحرَّم من السنة الآتية، ورثاهُ جماعة، منهم ابن غانم علاء الدين، والقَحْفازي (٣) والصَّفدي لأنَّهم كانوا من عُشَرائه.

[وفي يوم عرفة توفي]

الشَيخُ عماد الدين إسماعيل الفوغي (٤): وكيل قَجْليس، وهو الذي بنى له البَاشُورة على باب الصَّغير بالبرَّانية الغربيَّة، وكانت فيه نهضة وكفاية، وكان من بيت الرَّفض، اتفق أنَّه استحضره نائبُ السَّلطنة فضربَه بين يديه، وقام النائبُ إليه بنفسه فجعل يضربه بالمهاميز في وجهه فرُفع من بين يديه وهو تالفٌ فمات في يوم عرفة، ودفن من يومِهِ بسفح قاسيون وله دار ظاهرَ باب الفراديس.

[ثم دخلت سنة سبع عشرة وسبعمئة]

استهلَّت والحكام (٥) هم المذكورُون في التي قبلها.

وفي صفر شُرع في عمارة الجامع الذي أنشأَهُ ملك الأمراء تَنْكِز نائبُ الشَّام ظاهرَ باب النَّصر تجاه

حِكْر السماق، على نهر بانياس بدمشقَ، وتردَّدَ القُضَاةُ والعلماء في تحرير قبلته، فاستقرَّ الحال في

أمرها على ما قاله الشَّيخ تقي الدين بن تيمية في يوم الأحد الخامس والعشرين منه، وشرعوا في بنائه

بأمر السُّلطان، ومساعدته لنائبه في ذلك (٦).


(١) ليست في ب.
(٢) ليست في ب.
(٣) في ط: القجقازي. وهو تحريف.
(٤) ترجمته في الدرر الكامنة (١/ ٣٨٢). والفوعي بالعين في أ وط، وأثبتنا ما في الدرر.
(٥) ليست في ب. وفيه: والخليفة المستكفي بالله، وسلطان البلاد الملك الناصر محمد بن قلاوون ونوابه وقضاته …
(٦) الدرر (١/ ٥٢٢) والنجوم الزاهرة (٩/ ٥٧) والدارس (٢/ ٤٢٥) ومنادمة الأطلال (ص ٣٦٩) وما زال قائمًا عامرًا إلى =

<<  <  ج: ص:  >  >>