للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديث عن سَمُرَة بن جندب

قال الإمام أحمد: حدثنا أبو كامل، حدّثنا زُهَيْر، عن الأسود بن قَيْس، حدثني ثعلبة بن عِبَاد العَبْديّ، من أهل البصرة، قال: شَهِدْتُ يومًا خُطْبَةً لِسَمُرَةَ بن جُنْدُب، فذكر في خطبته حديثًا في صلاة الكسوف، وأنّ رسولَ اللَّه خَطَبَ بَعْد صلاة الكُسوف، فقال: "وإنه واللَّهِ لا تَقُومُ الساعةُ حتى يَخْرُجَ ثَلَاثُونَ كَذابًا، آخرهم الأعْوَرُ الدجّال، مَمْسوحُ العَيْن اليُسْرَى، كأنَّها عَيْنُ أبي تِحْيى (١) وإِنه متى يخرُجْ" أو قال: "متى ما يخرج، فإنَّه سوف يَزعُمُ أنّه اللَّهُ، فمن آمن به وصدَّقه واتبعه، لم يَنْفَعْهُ صَالِحٌ منْ عَمَلِه سَلَفَ، ومَنْ كَفَر به وكَذَّبَهُ لَمْ يُعَاقَبْ بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِه" وقال الحسن: "بِسَيِّئٍ من عمله سَلَفَ، وإنه سوف يظهر على الأرض كلِّها إلَّا الحرم، وبَيْتَ المَقْدِس، وإِنه يَحصر المؤمنين في بيت المقدس، ويزلزلون زلزالًا شديدًا، ثم يهلكه اللَّه، حتى إن جِذْمَ الحائِط، وأصلَ الشجرة ينادي: يا مؤمن، هذا يهوديّ" أو قال: "هذا كافر، تعال فاقتله، وليس يكون ذلك كذلك حتى تروا أمورًا يَتَفَاقَمُ شَأنُها في العِلمِ، فتسألون بينكم: هل كان نَبيُّكم ذكَر لكم منها ذِكْرًا، وحتى تَزولَ جِبَالٌ عن مراتبها" ثم شهد خطبة سمرة مرة أخرى، فما قدَّم كلمة ولا أخَّرها عن موضعها، وأصل هذا الحديث في صلاة الكسوف عند أهل "السنن الأربعة" وصححه الترمذي، وابن حبان، والحاكم في "مستدركه" أيضًا (٢).

وقال شيخنا الذهبي في كتابه في "نبأ الدجال" (٣): سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن سَمُرة مرفوعًا: "الدجالُ أعورُ عَيْنِ الشِّمال، عليها ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ". قلت: وليس هذا الحديث من هذا الوجه في "المسند"، ولا في شيء من الكتب الستة، وكان الأولى بشيخنا أن يُسنده، أو يعزُوَه إلى كتاب مشهور، واللَّه الموفق.

[حديث آخر عن سمرة]

قال أحمد: حدثنا رَوْح، حدثنا سعيد، وعبد الوهاب، حدثنا سعيدٌ، عن قَتَادَةَ، عن الحسن، عن سَمُرَة بن جُنْدُب، أن رسول اللَّه كان يقول: "إن الدجال خارجٌ، وهو أعوَرُ عَيْنِ الشمال، عليها ظَفَرَة غليظة، وإنه يُبرئ الأكمه، والأبرص، ويُحيي الموتَى، ويقولُ للناس: أنا ربُّكم. فمن قال: أنت رَبّي، فقد فُتِنَ، ومن قال: رَبِّي اللَّهُ حتى يَمُوتَ، فقد عُصِم مِنْ فِتْنتِه، ولا فتنة [بعده] عليه، ولا عذاب، فيَلْبَث في الأرض ما شاء اللَّه، ثم يجيء عيسى ابن مريم من قِبَل


(١) جاء تفسيره بعده في "المسند": لشيخ حِينئذ من الأنصار بينه وبين حجرة عائشة.
(٢) رواه أحمد في المسند (٥/ ١٦) وأخرج أصله أبو داود (١١٨٤) والنسائي (٣/ ١٤٠ - ١٤١) والترمذي رقم (٥٦٢) وابن ماجه (١٢٦٤) وابنِ حبان رقم (٢٨٥١) والحاكم (١/ ٣٢٩ - ٣٣١) وإسناده ضعيف، ولبعضه شواهد.
(٣) واسم الكتاب كاملًا: "الرَّوع والأوْجَال في نبأ المسيح الدَّجَّال، وهو مخطوط لم يطبع بعد فيما أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>