للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سردها ابن الساعي بكمالها، ومن يشابه (١) أباه فما ظلم، والشبل في المخبر (٢) مثل الأسد.

وفيها: كانت وقعة عظيمة بين الحلبيين وبين الخوارزمية، و (مع الخوارزمية) شهاب الدين غازي صاحب ميّافارقين، فكسرهم الحلبيون كسرة عظيمة منكرة، وغنموا من أموالهم شيئًا كثيرًا جدًا، ونُهبت نصيبين مرة أخرى، وهذه سابع عشرة مرة نهبت في هذه السنين، فإِنّا لله وإِنا إِليه راجعون. وعاد الغازي إِلى ميافارقين وتفرقت الخوارزمية يفسدون في الأرض (٣) صحبة مقدمهم بركات خان، لا بارك الله فيه.

وقدم على الشهاب غازي منشور بمدينة خلاط فتسلمها وما فيها من الحواصل.

وفيها: عزم الصالح أيوب صاحب مصر على دخول الشام فقيل له إِن العساكر مختلفة فجهّز عسكرًا إِليها وأقام هو بمصر يدير مملكتها.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

المستنصر بالله (٤) أمير المؤمنين كما تقدم. والحرمة (٥) المصونة الجليلة:

تركان (٦) خاتون بنت عز الدين مسعود (٧) بن مودود بن زنكي بن آقسنقر الأتابكية واقفة المدرسة الأتابكية (٨) بالصالحية، وكانت زوجة السلطان الملك الأشرف وفي ليلة وفاتها كان وقف (٩) مدرستها وتربتها بالجبل قاله أبو شامة: ودفنت بها رحمها الله تعالى وتقبل منها.


(١) ب: من شابه. والمثل في معجم الأمثال العربية من تأليفي (٢/ ٤٣٦) ومصادره فيه مجمع الأمثال (٢/ ٢٠٠) والفاخر (١٠٣ و ٢٧٧) وجمهرة العسكري (٢/ ٢٤٤) والمستقصى للزمخشري (٢/ ٣٥٢) وفصل المقال (١٨٥) وكتاب الأمثال لأبي عكرمة الضبي (٦٧) والأمثال للقاسم بن سلام (١٤٥ و ٢٦٠) ولسان العرب (ظلم).
(٢) أ، ب: الخير. ب: الخيرات؛ والأخيرة خطأ.
(٣) أ، ب: يعيثون في الأرض فسادًا.
(٤) تقدم ذكر مصادره في الصفحة السابقة.
(٥) أ، ب: والجهة.
(٦) ليست اللفظة في ط. وهي في ب وذيل الروضتين: بركات. وما هنا من أ وباقي المصادر.
(٧) ترجمة - تركان خاتون - في ذيل الروضتين (١٧٢) وتاريخ الإسلام (١٤/ ٣١٦) والعبر (٥/ ٦٤ - ٦٥) والدارس (١/ ١٢٩) وتاريخ الصالحية (١٠٢ - ١٠٣) وتنبيه الطالب (٢٦) وشذرات الذهب (٧/ ٣٥٩) ومنادمة الأطلال (٧٧).
(٨) تقع المدرسة الأتابكية في الصالحية غربي دار الحديث الشرقية المقدسية وشرقي حمام العرائس. تاريخ الصالحية. وقال بدران: والناس الآن يسمونها جامع التابتية وتارة يقولون: الثابتية. الدارس (١/ ١٢٩) وتاريخ الصالحية (١٠٢) ومنادمة الأطلال ٧٧.
(٩) ط: كانت وقفت. وما هنا موافق لما في ذيل الروضتين (١٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>