للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تُظْهِرن لعَاذِلٍ أو عاذِرٍ … حَالَيْكَ في السَّرَّاءَ والضّراءِ

فَلرحْمةِ المتَوجّعينَ مرارةٌ … في القلبِ مثلُ شماتَةِ الأعداءِ

وله أيضًا:

يَفْنَى البخيلُ بِجَمْعِ المالِ مُدّتَه … وَلِلحوادِثِ والأيّامِ ما يدعُ

كَدُودةِ القَزِّ ما تبنيه يهدمها (١) … وغيرها بالذي تبنيه ينتفع

يوسف بن الحسن بن محمد بن الحسن (٢) أبو القاسم التَّفكْريّ (٣)، ومن أهل زِنجان.

ولد سنة خمس وتسعين وثلاثمئة، وتفقّه على مذهب الشافعيّ، ودرس الفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وكان من أكبر تلامذته، وكان عابدًا ورعًا، خاشعًا كثير البكاء عند الذكر، مقبلًا على العبادة، وكانت وفاته في هذه السنة وقد قارب الثمانين.

[ثم دخلت سنة أربع وسبعين وأربعمئة]

فيها: ولي أبو كامل منصور بن نور الدولة دُبيس ما كان يليه أبوه من الأعمال، وخلع عليه السلطان والخليفة.

وفيها: ملك شرف الدولة مسلم بن قريش حرّان، وصالح صاحب الرُّها.

وفيها: فتح تتش بن ألب آرْسَلان صاحب دمشق مدينة أنطرطوس.

[وفيها: أرسل الخليفة ابن جَهير إلى السلطان ملك شاه يتزوج ابنته فأجابت أمها بذلك، بشرط أن لا يكون له زوجة، ولا سرية سواها، وأن يكون سبعة أيام عندها، فوقع الشرط على ذلك] (٤).

[وممن توفي فيها من الأعيان]

داود بن السلطان ملك شاه (٥).

وجد عليه أبوه وجدًا عظيمًا بحيث إنّه كاد أوْ هَمّ أن يقتل نفسه فمنعه الأمراء من ذلك، وانتقل إلى غير ذلك البلد، وأمر النساء بالنوح عليه [ولما وصل الخبر إلى بغداد، جلس وزير الخليفة للعزاء].


(١) في (ط): يخنقها.
(٢) المنتظم (٨/ ٣٢٩)، الكامل في التاريخ (١٠/ ١١٩)، توضيح المشتبه (٤/ ٢٢٩) وفيه سنة وفاته خمسمئة.
(٣) تصحفت في (ط) إلى: العسكري.
(٤) زيادة من (ب) و (ط)، والخبر في الكامل في التاريخ (١٠/ ١٢٠).
(٥) المنتظم (٨/ ٣٣٣)، الكامل في التاريخ (١٠/ ١٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>