للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القاضي أبو الوليد الباجي (١) سليمان بن خلف بن سَعد بن أيوب التُّجيبيّ، الأندلسي، الباجي، الفقيه المالكي.

أحد الحفاظ المكثرين في الفقه والحديث. سمع الحديث، ورحل إلى بلاد الشرق سنة ست وعشرين وأربعمئة، فسمع هناك كثيرًا، واجتمع بأئمة ذلك الوقت، كالقاضي أبي الطيب الطبري، والشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وجاور بمكّة ثلاث سنين مع الشيخ أبي ذرّ الهرويّ، وأقام ببغداد ثلاث سنين أيضًا، وبالموصل سنة عند أبي جعفر السِّمناني قاضيها يأخذ عنه الفقه والأصول، وسمع الخطيب البغدادي، وسمع منه الخطيب أيضًا، وروى عنه هذين البيتين الحسنين:

إذا كنتُ أعلمُ علمًا يقينًا … بأنّ جميعَ حياتي كساعة (٢)

فَلِمْ لا أكونُ ضَنِيْنًا (٣) بِهَا … وأجعلها في صلاحٍ وطاعَهْ

ثمّ عاد إلى بلدهِ بعد ثلاث عشرة سنة، وتولّى القضاء هناك، ويقال: إنّه تولّى قضاء حلب أيضًا. قاله ابن خلِّكان. قال: وله مصنفات عديدة، منها: "المنتقى في شرح الموطأ"، و"إحكام الفصول في أحكام الأصول" و"الجرح والتعديل" وغير ذلك. وكان مولده في سنة ثلاث وأربعمئة، وتوفي بالمَريَّة (٤) [ليلة الخميس بين العشاءين] التاسع والعشرين من رجب من هذه السنة.

أبو الأغرّ دُبَيْس بن علي بن مَزْيد (٥)، الملقب نور الدين، توفي في هذه السنة عن ثمانين سنة مكث فيها أميرًا نيّفًا وستين سنة، وقام بالأمر من بعده ولده أبو كامل: ولقّب: بهاء الدولة.

عبد اللَّه بن أحمد بن رضوان (٦) أبو القاسم البغدادي، كان من الرؤساء، ومرض بالشقيقة ثلاث سنين، فمكث في بيت مظلم لا يرى ضوءًا، ولا يسمع صوتًا.


(١) ترتيب المدارك (٤/ ٨٠٢)، الصلة لابن بشكوال (١/ ٢٠٠)، المغرب (١/ ٤٠٤)، وفيات الأعيان (٢/ ٤٠٨)، سير أعلام النبلاء (١٨/ ٥٣٥)، الوافي بالوفيات (١٣/ ١٢٩)، النجوم الزاهرة (٥/ ١١٤)، نفح الطيب (٦/ ١٧٣)، شذرات الذهب (٣/ ٣٤٤).
(٢) في (أ): ساعة.
(٣) في (ط): كضيف.
(٤) سقط اسم المدينة من (ط)، وفي (ب): الرقة. خطأ، و"المرية": مدينة كبيرة من كورة إلبيرة من أعمال الأندلس. معجم البلدان (٥/ ١١٩).
(٥) المنتظم (٨/ ٣٣٣)، الكامل في التاريخ (١٠/ ١٢١)، وفيات الأعيان (٢/ ٤٩١)، سير أعلام النبلاء (١٨/ ٥٥٧)، النجوم الزاهرة (٥/ ١١٤).
(٦) المنتظم (٨/ ٣٣٣)، الكامل في التاريخ (١٠/ ١٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>