للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الرحمن بن جُبَيْر بن نُفَير، عن أبيه، عن فضالة بن عُبَيد، عن النبيّ . ح وحدّثنا هِشامُ بن سَعْد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ابن حُجَيْرَة، عن عُقْبة بن عامر، عن النبيّ قال: "تَطْلعُ الساعةُ عليكم سحابةً سوداءَ مثلَ التُّرْسِ من قِبَل المَغْرِب، فما تزال ترتفع وترتفع، حتى تملأ السماء، ويُنادي مناب: أيُّها الناسُ، إنّ أَمْرَ اللَّهِ قد أتى، فوالذي نفسي بِيَدِه، إنّ الرجلين لَيَنْشُرانِ الثَّوْبَ فَمَا يَطْوِيانه، وإنّ الرَّجلَ لَيَلُوطُ حَوْضَه فَما يَشْرَب منه، وإنّ الرَّجُلَ ليَحْلِبُ لِقْحَتَهُ، فما يَشْرَبُ مِنْها شَيْئًا" (١).

وقال محارب بن دِثَار: وإنَّ الطَّيْر يَوْمَ القِيامَةِ لَتَضْرِبُ بأَذْنَابِها، وتَرْمِي بما في حَواصِلها من هول ما تَرى، ليس عندها طَلِبَةٌ. رواه ابن أبي الدُّنْيَا في "الأهوال" (٢).

وقال ابن أبي الدُّنيا: حدّثنا الحسن بن يحيى العَبْدِيّ، حدّثنا عبد الرزّاق، حدّثنا عبد اللَّه بن بَحِير، سمعت عبد الرحمن بن يزيد الصَّنْعانِيّ، سمعت عبد اللَّه بن عمر يقول: قال رسول اللَّه : "مَنْ سَرّه أَنْ يَنْظُرَ إلى يَوْم القيامة رأي العين فلْيقْرأْ: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ و ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ﴾ و ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ ". ورواه أحمدُ، والترمذيّ، من حديث عبد اللَّه بن بَحير (٣).

[نفخة البعث]

قال اللَّه تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (٦٨) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (٦٩) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (٧٠)[الزمر: ٦٨ - ٧٠] وقال تعالى: ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (١٨) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (١٩) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (٢٠)[النبأ: ١٨ - ٢٠]. وقال تعالى: ﴿يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا (٥٢)[الإسراء: ٥٢]. وقال تعالى: ﴿فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (١٣) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (١٤)[النازعات: ١٣ - ١٤]. وقال تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (٥١) قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (٥٢) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (٥٣) فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٤)[يس: ٥١ - ٥٤].

وذُكِرَ في حديث الصُّورِ بعد نَفْخَةِ الصَّعق، وفناء الخلق، وبقاء الحَيّ القَيّوم الذي لا يموتُ، الذي


(١) رواه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (٢٥) وفي سنده ضعف، ولبعضه شواهد.
(٢) هو في "الأهوال" (٣٩).
(٣) رواه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (١٩) وأحمد في المسند (٢/ ٢٧) والترمذي رقم (٣٣٣٣) وهو حديث حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>