للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو يزيد البِسْطَاميُّ، أحد أئمة الصوفية (١).

وعليُّ بن إشكاب (٢)، وأخوه محمد (٣).

ومسلم بن الحجَّاج، صاحب الصحيح؛ رحمهم الله تعالى.

وهذا ذكر شيء من أخبار مسلم بن الحجَّاج (٤)، على سبيل الاختصار، وأكرم مثواه

مسلم بن الحجَّاج بن مسلم، أبو الحسين القشيري النيسابوري، أحدُ الأئمة، من حفاظ الحديث، صاحبُ الصحيح الذي هو تلو الصحيح للبخاريّ عند أكثر العلماء.

وذهب المغاربة وأبو علي النيسابوريّ، شيخ الحاكم النيسابوري من المشارقة، إلى تفضيل "صحيح مسلم" على "صحيح البخاري"؛ فإن أرادوا تقديمه عليه في كونه ليس فيه شيء من التعليقات إلا القليل، وأنَّه يسوق الأحاديث بتمامها في موضعٍ واحدٍ، ولا يقطِّعها كتقطيع البخاري لها في الأبواب، فهذا القدر لا يوازي قوَّة أسانيد البخاري واختياره في الصحيح (٥) ما أورده في جامعه معاصرةَ الرَّاوي لشيخه، وسماعه منه في الجملة، فإنَّ مسلمًا لا يشترط في كتابه الشرط الثاني، كما هو مقرر في علوم الحديث (٦)، وقد بسطت ذلك في أول شرح البخاري، ولله الحمد والمنّة، في ترجمة الإمام البخاري، .


(١) طيفور بن عيسى، أحدُ الزُّهَّاد، له شطحات، نسبته إلى بسطام، بلدة بين خراسان والعراق، أصله منها، وتوفي فيها. له أخبار كثيرة؛ كان يقول: لو نظرتم إلى رجل أعطي من الكرامات حتى يرتفع في الهواء، فلا تغترُّوا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الشريعة. ويعرف أتباعه بالطيفورية أو البسطامية.
حلية الأولياء (١٠/ ٣٣)، صفة الصفوة (٤/ ١٠٧)، العبر (٢/ ٢٩)، سير أعلام النبلاء (١٣/ ٨٦).
(٢) هو أبو الحسن، محدث فاضل متقن. طال عمره، وتزاحم عليه الطلاب. وثقه النسائي وغيره. مات وله بضع وثمانون سنة. سير أعلام النبلاء (١٢/ ٣٥٢).
(٣) محمد بن إشكاب، أبو جعفر، أخو علي بن إشكاب، ومحمد هو الأصغر والأحفظ. إمام حافظ ثقة، صدوق. سير أعلام النبلاء (١٢/ ٣٥٢).
(٤) له ترجمة في تاريخ بغداد (١٣/ ١٠٠)، طبقات الحنابلة (١/ ٣٣٧)، وفيات الأعيان (٥/ ١٩٤)، تذكرة الحفاظ (٢/ ٥٨٨)، العبر (٢/ ٢٣)، سير أعلام النبلاء (١٢/ ٥٥٧)، شذرات الذهب (٢/ ١٤٤).
(٥) في ب: تصحيح.
(٦) قال الإمام النووي في مقدمة شرحه لصحيح مسلم (ص ١٤): اتفق العلماء على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان: البخاري ومسلم، وتلقتهما الأمة بالقبول، وكتاب البخاري أصحهما وأكثرهما فوائد ومعارف ظاهرة وغامضة، وقد صح أنَّ مسلمًا كان ممن يستفيد من البخاري، ويعترف بأنه ليس له نظير في علم الحديث. وهذا الذي ذكرناه من ترجيح كتاب البخاري هو المذهب المختار.

<<  <  ج: ص:  >  >>