للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليهِ تصيرُ أُمورُ العبادِ … دعِ الاعتراضَ فما أجْهَلَكْ

وممن توفي فيها من الأعيان (١).

الحافظ أبو إبراهيم إسحاق بن عبد الله بن عمر بن عبد الله (٢) المعروف بابن قاضي اليمن، عن ثمان وستين سنة، ودفن بالشَّرف الأعلى، وكان قد تفرَّد بروايات جيدة وانتفع الناس به.

[مولد الشرف ابن تيمية (٣) والقزويني (٤)]

وفيها: ولد الشيخ شرف الدين عبد الله بن تيمية أخو الشيخ تقي الدين ابن تيمية، والخطيب القزويني.

[ثم دخلت سنة سبع وستين وستمئة]

في صفر منها جدَّد السلطانُ الظاهرُ البيعةَ لولده من بعده الملك السعيد محمد بركة خان، وأحضر الأمراء كلهم والقضاة والأعيان وأركبه ومشى بين يديه، وكتب له ابن لقمان (٥) تقليدًا هائلًا بالملك من بعد أبيه، وأن يحكم عنه أيضًا في حال حياته، ثم ركب السلطان في عساكره في جمادى الآخرة قاصدًا الشام، فلما دخل دمشق جاءته رسل من أبغا ملك التتار (٦) معهم مكاتبات ومشافهات، فمن جملة المشافهات: أنتَ مملوكٌ أُبِعتَ (٧) بسيواس فكيف يصلحُ لكَ أن تخالفَ ملوكَ الأرض؟ واعلم أنك لو صعدتَ إلى السماء أو هبطت إلى الأرض ما تخلصتَ منّي فاعمل لنفسكَ على مصالحةِ السلطان أبغا، فلم يلتفت إلى ذلك ولا عده شيئًا بل أجاب عنه أتمَّ جواب، وقال لرسله: أعلموه أني من ورائه بالمطالبة ولا أزال حتى أنتزع منه (٨) جميع البلاد التي استحوذ عليها من بلاد الخليفة، وسائر أقطار الأرض.

وفي جمادى الآخرة رسم السلطان الملك الظاهر بإراقة الخمور وتبطيل المفسدات والخواطئ بالبلاد


(١) أ: وفيها توفي.
(٢) ترجمته في صلة الحسيني الورقة (١٦٢) وتاريخ الإسلام (١٥/ ١٣٠).
(٣) هو عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله ابن تيمية الحراني الدمشقي شرف الدين، أخو تقي الدين. توفي سنة ٧٢٧ هـ. المقصد الأرشد (٢/ ٤١) والدرر الكامنة (٢/ ٣٧١).
(٤) سترد ترجمة القزويني في وفيات سنة ٧٣٩ من الجزء الأخير من هذا الكتاب إن شاء الله.
(٥) في ذيل مرآة الزمان (٢/ ٢١٣): فخر الدين إبراهيم بن لقمان كاتب الإنشاء.
(٦) أ، ب: التتر.
(٧) ط: بعت.
(٨) أ، ب: أنتزع من يده.

<<  <  ج: ص:  >  >>