للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قالت: يا رسولَ الله ما شَأْنُ النّاس حلّوا من العمرة، ولم تحلّ أنتَ من عُمْرتك؟ فقال: "إني قلَّدتُ هَدْيي ولبَّدتُ رأسي فلا أَحِلّ حتى أنْحَرَ".

وقال الإمام (١) أحمد أيضًا: (حدثنا أبو اليمان) (٢) حدّثنا شُعَيْبُ بن أبي حَمْزَةَ. قال: قال نافع: كان عبد الله بن عمر يقول: أخبرتنا حَفْصَة زَوْجُ النبيّ : أنَّ رسول الله أمر أزواجَه أن يَحْلِلْنَ عامَ حجةِ الوَداع. فقالت له فلانة: ما يَمْنَعُكَ أن تحلّ. قال: "إنِّي لبَّدْتُ رأسي وقَلَّدتُ هَدْيي فليست أُحِلّ حتى أنْحَرَ هَدْيي".

وقال أحمد (٣) أيضًا: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني نافع (٤)، عن عبد الله بن عمر، عن حفصة بنت عمر، أنها قالت: لمّا أمر رسولُ الله نساءَهُ أن يَحْلِلْنَ بعمرةٍ، قلنا: فما يَمْنَعُكَ يا رسولَ الله أن تَحلّ معنا؟ قال: "إني أهديت (٥) ولَبَّدتُ فلا أُحِلّ حتى أنحر هَدْيي".

ثم رواه أحمد (٦)، عن كثير بن هشام، عن جعفر بن بُرْقان، عن نافع، عن ابن عمر، عن حفصة … فذكره، فهذا الحديث فيه أن رسول الله كان مُتَلبِّسًا بعُمْرةٍ ولم يَحِلَّ منها، وقد عُلِمَ بما تقدَّم من أحاديث الإفرادِ أنّه كان قد أَهَلَّ بحجٍّ أيضًا، فدلَّ مجموعُ ذلك أنَّه قارنٌ مع ما سلَفَ من روايةِ منْ صَرَّح بذلك، والله أعلم.

رواية عائشة أم المؤمنين (٧)

قال البخاري (٨): حدّثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة زوج النبي قالت: خَرَجْنا مع رسول الله في حجّة الوداع فأَهْلَلْنا بعُمْرَةٍ. ثم قال النبيُّ ؛ منْ كانَ معه هَدْيٌ فَلْيُهِلَّ بالحَجّ مع العُمْرة، ثم لا يَحِلَّ حتّى يَحِلّ منهما جميعًا، فقدمت مكة وأنا حائض، فلم أطُفْ بالبيتِ ولا بينَ الصَّفا والمَرْوَة، فشكوتُ ذلك إلى رسول الله فقال: انقُضي (٩) رأسَكِ، وامْتَشِطي وأهِلِّي بالحجّ، ودَعي العُمْرَةَ، ففعلتُ، فلما قضيتُ الحجَّ، أرسلني رسول الله مع


(١) رواه أحمد (٦/ ٢٨٥)، وهو حديث صحيح.
(٢) لم يرد ما بين القوسين في أ ولا في ط، واستدركتهما عن المسند.
(٣) رواه أحمد (٦/ ٢٨٥)، وهو حديث صحيح.
(٤) ط: (عن أبي إسحاق نافع) وما أثبته عن أ ويوافق ما في المسند.
(٥) ط: (اهتديت).
(٦) رواه أحمد (٦/ ٢٨٥)، وهو حديث صحيح.
(٧) أ: (رواية أم المؤمنين عائشة .
(٨) رواه البخاري رقم (١٥٥٦).
(٩) ط: (انفضي) تحريف.