للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشَّخْصَ. فقال: السلامُ عليكم أهلَ البيتِ ورحمةُ اللَّهِ وبركاتهُ، إن في اللَّه عزاءً من كلِّ مُصيبةٍ، وخَلَفًا من كُلِّ فائِتٍ، ودَرَكًا من كل هالكٍ، فباللَّه فثِقُوا، وإيّاه فَارْجوا، فإنّما المَحْروم من حُرِم الثواب، والسَّلامُ عليكم ورحمةُ اللَّه وبركاته، ثم قال البيهقي: هذان الإسنادان وإن كانا ضَعيفَيْن، فأحدُهما يتأكَّدُ بالآخر، ويدلّ على أن له أصلًا من حديث جَعْفَر. واللَّه أعلم.

وأخبرنا (١) أبو عبد اللَّه الحافظ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن بالَوَيْهِ، ثنا محمد بن بشر بن مَطَر، ثنا كامل بن طلحة، ثنا عَبّاد بن عبد الصمد، عن أنس بن مالك، قال: لما قُبِضَ رسولُ اللَّه أحْدَق به أصحابُه فَبَكَوْا حَوْلَه واجتمعوا، فدخَل رجلٌ أشْهَبُ الِّلحْيَةِ جسيمٌ صَبيحٌ، فَتَخَطَّى رِقابهم فبكَى، ثم التفتَ إلى أصحابِ رسولِ اللَّهِ ، فقال: إنَّ في اللَّهِ عَزاء من كُلِّ مُصيبة، وعِوَضًا من كُلِّ فائِتٍ، وخَلَفًا من كُلِّ هالِكٍ، فإلى اللَّه فأنيبوا، وإليه فَارْغَبوا، ونَظَرُه إليكم في البلايا فانظروا، فإنَّ المُصابَ من لم يَجبرْ، فانصرف. فقال بعضُهم لبعضٍ: تَعْرِفونَ الرَّجُلَ؟ فقال أبو بكر وعلي: نعم، هذا أخو رسولِ اللَّه الخَضر. ثم قال البيهقي (٢): عَبّادُ بنُ عَبْدِ الصَّمدِ ضعيفٌ، وهذا مُنْكرٌ بمرَّةٍ.

وقد روى الحارثُ بنِ أبي أسامة، عن محمد بن سعد، أخبرنا هاشم (٣) بن القاسم، ثنا صالحُ المُرِّي، عن أبي حازم المَدَني: أن رسول اللَّه حين قبضه اللَّه ﷿، دخل المهاجرون فوجًا فوجًا يصلون عليه ويخرجون، ثم دخلتِ الأنصارُ على مثلِ ذلكم، ثم دخل أهل المدينة، حتى إذا فرغت الرجال دخلت النساء، فكان منهنّ صوتٌ وجزعٌ كبعض ما يكونُ منهنّ، فَسَمِعْنَ هَدَّةً (٤) في البيت فَفَرِقْنَ فَسَكَتْنَ، فإذا قائلٌ يقول: إنّ في اللَّهِ عَزاءً منْ كُلِّ هالِكٍ، وعوضًا (٥) عن كل مصيبةٍ، وخلفًا من كل فائت، والمجبور من جَبَرَه الثوابُ، والمصابُ منْ لم يَجْبُره الثوابُ.

فصل فيما رُوِيَ منْ مَعْرِفة أَهْلِ الكتاب بيومِ وَفاتِه -

قال أبو بكر بن أبي شيبة (٦): ثنا عبدُ اللَّه بن إدريس، عن إسماعيل بن أبي (٧) خالد، عن قيس بن


(١) دلائل النبوة للبيهقي (٧/ ٢٦٩).
(٢) طبقات ابن سعد (٢/ ٢٨٩).
(٣) ط: (هشام). وانظر سير أعلام النبلاء (٩/ ٥٤٥).
(٤) ط: (هزة في البيت يعرفنا).
(٥) أ، ط: (وعوض .. خلفًا).
(٦) المصنف (١٨٨٦٩).
(٧) ليس اللفظ في ط.