للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللتِّرْمذي منْ حديثِ أبي هُرَيرةَ وصحَّحَه (١) وأبي سَعيدِ وحَسَّنه (٢): بنصْفِ يوم خَمْسمئة عامٍ. وقد تقدم هذا كُلُّه. قلتُ: فإنْ كانَ هذا مَحْفُوظًا كما صَحَّحهُ التِّرْمذي، فَيَحْتملُ أنَّ يكون ذلك باعتبارِ دُخول أوَّل الفُقراء، وآخِرِ الأغْنياء، وتكونُ الأربعون خَريفًا باعْتبارِ ما بَيْنَ دُخُولِ آخرِ الفُقراء وأولِ الأغْنياء، والله أعلم.

وقد أشارَ إلى ذلك القُرْطبيُّ في "التَّذكرة" حَيْثُ قال: وقدْ يَكُونُ ذلك باخْتلاف أحْوال الفقرَاء، والأغنياء. يُشيرُ إلى ما ذَكَرناهُ.

[فصل]

قال الزُّهْريّ: كلامُ أهْلِ الجنَّةِ عَربيٌّ.

وقالَ سفيانُ الثوري: بلغَنا أنَّ النَّاس يتكلَّمون يومَ القيامَةِ بالسُّرْيَانيَّةِ، فإذا دَخلُوا الجنّةَ تكَّلموا بالعربيةِ.

[فصل]

في الْمَراْةِ تَتَزَوَّجُ في الدُّنيا بأزْواجٍ ثم تدخل الجنة فَلِمَنْ تكُونُ منْهمْ؟

فذكرَ القُرْطبيُّ في "التّذكرةِ" منْ طَرِيقِ ابن وَهْبٍ، عنْ مالكٍ: أنَّ أسماءَ بِنْتَ أبي بكْرٍ شَكَتْ زوجَها الزُّبَيْر إلى أبيها، فقالَ: يا بُنيَّةُ، اصْبري، فإنَ الزُّبَيْر رَجُلٌ صَالح، ولعلّهُ يكُونُ زَوْجَكِ في الجنّةِ.

قالَ: ولقدْ بَلَغَني أنَّ الرَّجُلَ إذا ابتَكرَ الْمَرأةَ تزَوَّجَها في الجنَّةِ. قالَ أبُو بكر بن العَربيِّ: هذا حديثٌ غَريبٌ.

وقد رُويَ عنْ أبي الدَّرْداء، وحُذَيفةَ بن اليَمانِ: أنَّ المَرْأةَ تكونَ لآخرِ أزْواجها في الدُّنيا (٣).

وجاء أنَّها تكونُ لأحْسَنهمْ خُلُقًا.

قالَ أبُو بكر النجَّادُ: حدّثنا جَعْفرُ بن محمدِ بن شاكرٍ، حدّثنا عُبَيْدُ بنُ إسحَاق العَطَّارُ، حدّثنا سِنَانُ بن هَارونَ، عن حُمَيْدٍ، عنْ أنسٍ: أنَّ أُمَّ حَبيبَةَ قالت: يا رسول الله، الْمَرأةُ يكونُ لها الزَّوجانِ


(١) رواه الترمذي (٢٣٥٣).
(٢) رواه الترمذي (٢٣٥١).
(٣) رواه الطبراني في "الأوسط" (٣١٥١) من حديث أبي الدرداء مرفوعًا، ومن حديث حذيفة موقوفًا عند البيهقي في "السنن" (٧/ ٦٩ - ٧٠) وله حكم الرفع، وهو حديث حسن بطرقه وشواهده.

<<  <  ج: ص:  >  >>