للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشَّيخُ الكبيرُ المقرى (١) شمس الدين المقصَّاتي (٢): هو أبو بكر بن عمر بن المشيع الجَزَري المعروف بالمقصاتي نائب الخطيب، وكان يُقرِئ النَّاس بالقراءات السَّبع (٣) وغيرها من الشّواذ، وله إلمامٌ بالنَّحو، وفيه ورع واجتهاد.

توفي ليلة السبت حادي عشرين جمادى الآخرة ودفن من الغد بسفح قاسيون تجاه الرباط الناصري (٤)، وقد جاوز الثمانين .

[ثم دخلت سنة أربع عشرة وسبعمئة]

استهلت [والحكام هم هم] (٥) في التي قبلها إلَّا الوزير (٦) أمينُ المُلْك، فمكانه بدر الدين (٧) التُّركماني.

وفي رابع المحرم عاد الصّاحبُ شمس الدين بن غبريال من مصر على نظر الدواوين وتلقّاه أصحابه.

وفي عاشر المحرم يوم الجمعة قُرئ كتابُ السلطان على السُّدَّة بحضرة نائب السلطنة والقضاة والأمراء يتضمن بإطلاق البواقي من سنة ثمان وتسعين وستمئة إلى آخر سنة ثلاث عشرة وسبعمئة، فتضاعفت الأدعية للسلطان، وكان القارئُ جمال الدين (٨) بن القلانسي ومبلِّغُه صدر الدين (٩) بن صَبِيح المؤذّن، ثم قرئ في الجمعة الأخرى مرسوم آخر فيه الإفراج عن المسجونين وأن لا تؤخذ من كل واحد سوى نصف درهم، ومرسومٌ آخر فيه إطلاق السُّخَر في الغَصْب وغيره عن الفلاحين، قرأه ابن الزَّمْلَكاني وبلَّغه عنه أمين الدين محمد بن مؤذن النَّجيبي.

وفي المحرّم استحضر السلطان إلى بين يديه الفقيه نور الدين علي البكري، وهمَّ بقتله وشَفَع فيه الأمراء، فنفاه، ومنعه من الكلام في الفتوى والعلم، [وكان قد هرب لمَّا طُلب من جهة الشيخ تقي الدين بن تيمية فهرب واختفى، وشَفَع فيه أيضًا، ثم لما ظَفِر به السلطان الآن وأراد قَتْله شَفَعَ فيه الأمراء،


(١) ترجمته في الدرر الكامنة (١/ ٤٥٣)، والشذرات (٦/ ٣٢) والدارس (١/ ١٢١).
(٢) في ط: المقصاي. وهو تحريف.
(٣) في ب: نحوا من خمسين سنة.
(٤) وقد كان أمَّ مدة فيه. الشذرات.
(٥) ليست في ب، وفيه: والخليفة والسلطان والنواب والقضاة هم المذكورون.
(٦) في ب وقد عزل.
(٧) في ب: نور الدين بن.
(٨) في ب: عماد الدين وفي الدرر الكامنة (٢/ ١٢٢) أمين الدين وهو سالم بن عبد الرحمن.
(٩) في ب: بدر الدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>