للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنفاه ومنعه من الكلام والفتوى، وذلك لاجترائه وتسرُّعه على التكفير والقتل والجهل الحامل له على هذا وغيره] (١).

وفي يوم الجمعة مستهلّ صفر قرأ ابنُ الزَّمْلكاني كتابًا سلطانيًا على السُّدَّة بحضرة نائب السلطان والقاضي، وفيه الأمر بإبطال ضمان القواسين وضمان الشد (٢) وغير ذلك، فدعا النَّاس للسُّلْطان.

وفي أواخر ربيع الأول اجتمع القضاة بالجامع للنّظر في أمر الشهود، ونَهَوهُم عن الجلوس في المساجد، وأن لا يكون أحد منهم في مركزين، وأن لا يتولَّوْا إثبات (٣) الكتب ولا يأخذوا أجرةً على أداء الشهادة، وأن لا يغتابوا أحدًا وأن يتناصفوا في المعيشة، ثم جلسوا مرة ثانية لذلك وتواعدوا ثالثة فلم يتّفق اجتماعهم، ولم يقطع أحد من مركزه.

وفي يوم الأربعاء الخامس والعشرين منه عُقد مجلس في دار ابن صَصْرَى لبدر الدين بن بصخان (٤)، وأُنكر عليه شيء من القراءات، فالتزم بترك الإقراء بالكليّة، ثمَّ استأذن بعد أيام في الإقراء فأذن له فجلس بين الظُّهر والعصر بالجامع وصارت له حلقة على العادة.

وفي منتصف رجب توفي نائبُ حلبَ الأمير سيف الدين سُودي ودفن بتربته، وولّي مكانه علاء الدين أَلْطُنْبُغَا الصَّالحي الحاجب بمصرَ، قبل هذه النيابة (٥).

وفي تاسع شعبانَ خُلع على الشريف شرف الدين بن عدنان بنقابة الأَشراف بعد والده أمين الدين جعفر [توفي في الشهر الماضي] (٦).

وفي خامس شوال دفن الملكُ شمس الدين ذُوباج (٧) بن مَلِكْشاه بن رُسْتم صاحب كِيْلان بتربته المشهورة به بسفح قاسيون (٨)، وكان قد قصَدَ الحجَّ في هذا العام، فلما كان بقُبَاقِبَ (٩) أدركته منيَّتُه يوم السبت سادسِ عِشْري رمضانَ فحمل إلى دمشق، وصلّي عليه ودُفن في هذه التوبة، اشتريت له وتُمِّمَت


(١) ليست في ب. والذي فيه: وذلك لاجترائه وتسرعه على التكفير والقتل.
(٢) في ط: ضمان القواسير وضمان النبيذ. وهو تحريف.
(٣) في أوط: ثبات. وأثبتنا ما في ب.
(٤) في ط: بضيان.
(٥) الدرر الكامنة (٢/ ١٧٩) والنجوم الزاهرة (٩/ ٢٢٩)، وسيأتي ذكره في الوفيات.
(٦) ليست في ب: وفيه: جعفر بن محمد بن عدنان الحسيني بحكم وفاة أبيه في الشهر الماضي وقد كان رئيسًا كبيرًا.
(٧) في ط: دوباح بدال وحاء مهملتين.
(٨) هي: التوبة الذوباجية الجيلانية. منادمة الأطلال (ص ٣٣٤ - ٣٣٥).
(٩) في ط و أ: غباغب القرية المشهورة في أول حوران مما يلي دمشق.
والصواب ما أثبتناه عن الدارس (٢/ ٢٤٥) ومن منادمة الأطلال (ص ٣٣٥). ففيه: "مات بقباقب من ناحية تدمر".
وفي ياقوت: هو ماء لبني تغلب خلف البشر من أرض الجزيرة، أما في الدرر فهي منزلة من الرحبة إلى جهة دمشق. أقول: ولو كانت غباغب لقال: ورجعوا به إلى دمشق، أما قوله: فحمل إلى دمشق يؤيد ما أثبتناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>