للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبيه. وقد سمع قديمًا، لأنه ولد في سنة ثنتين وثلاثين وأربعمئة، وباكر به أبوه فأسمعه ومعه أخوه عبد الواحد على جماعة من عِلْيَة المشايخ، وقد روى عنه ابن الجوزي وغير واحد. وكان ثقة ثبتًا صحيح السماع. توفي بين الظهر والعصر يوم الأربعاء [رابع شوال من هذه السنة] (١)، وله ثلاث وتسعون سنة رحمه الله تعالى (٢).

[ثم دخلت سنة ست وعشرين وخمسمئة]

فيها: قدم مسعود بن محمد [بن ملكشاه] (٣)، وقدمها قراجا الساقي، ومعه (٤) سلجوق شاه بن محمد، وكل منهما يطلب المُلْكَ لنفسه، وقدم عماد الدين زنكي بن آقسُنقر لينضم إليهما، فتلقاه قراجا الساقي، فهزمه، فهرب منه إلى تكريت، فخدمه نائب قلعتها نجم الدين أيوب [والد الملك صلاح الدين يوسف] (٥) الذي [فتح القدس فيما بعد، فكان هذا هو السبب في مصير نجم الدين] (٦) أيوب إليه، وهو بحلب، فخدم عنده، ثم كان من الأمور ما سيأتي بيانه مما قدَّره الله تعالى (٧).

ثم إن الملك (٨) مسعودًا وسلجوق شاه اجتمعا، فاصطلحا، وركبا إلى الملك سَنجر، فاقتتلا (٩) معه، فكان، جيشه مئة وستين ألفًا، وكان جيشهما قريبًا من ثلاثين ألفًا، فكان (١٠) جملة من قتل بينهم أربعين ألفًا، وأَسر جيشُ سَنجر قراجا الساقي فقتله صبرًا بين يديه، وأجلس (١١) طُغْرل بن محمد على سرير الملك، وخطب له على المنابر، ورجع سنجر إلى بلاده، وكتب طُغْرُل إلى دُبيس وزنكي ليذهبا إلى بغداد ليأخذاها (١٢)، فأقبلا في جيش كثيف، فبرز إليهم الخليفة، فهزمهما، وقتل خلقًا من أصحابهما، وأزاح الله شرهما عنه، وللّه الحمد.


(١) مكانهما في ط: منها.
(٢) ليست لفظة تعالى في ب ولا في ط.
(٣) عن ط وحدها.
(٤) ليس في ط.
(٥) ب: فهزموه.
(٦) ليس في ب.
(٧) ط: إن شاء الله تعالى.
(٨) ط: الملكين.
(٩) آ، ب: فاقتتلوا.
(١٠) ط: وكان.
(١١) ب: ثم أجلس.
(١٢) آ: فيأخذاها.

<<  <  ج: ص:  >  >>