للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيرهم، واتفقوا كلهم على نزع الناصر داود عن ملك دمشق وتسليمها إِلى الأشرف موسى لأجل حفظ الشام من الفرنج وسيأتي تنفيذ ذلك في السنة المستقبلة إِن شاء الله تعالى.

وفيها: عزل الصدر البكري (١) عن حسبة دمشق ومشيخة الشيوخ وولي فيها اثنان غيره.

وقال [الشيخ شهاب الدين] (٢) أبو شامة (٣): وفي أوائل رجب توفي الشيخ الفقيه الصالح (٤) أبو الحسن علي بن المراكشي المقيم بالمدرسة المالكية، ودفن بالمقبرة التي وقفها الرئيس (٥) خليل بن زويزان قبلي مقابر الصوفية، وكان أول من دفن بها رحمه الله تعالى.

[ثم دخلت سنة ست وعشرين وستمئة]

استُهِلَّتْ هذه السنة وملوكُ بني أيوب مفترقون مختلفون، قد صاروا أحزابًا وفرقًا، وقد اجتمع ملوكُهم إِلى الكامل محمد صاحب مصر، وهو مقيم بنواحي القدس الشريف، فقويت نفوس الفرنج لعنهم الله بكثرتهم بمن وفد إِليهم من البحر، وبموت المعظم واختلاف مَنْ بعده من الملوك، فطلبوا من المسلمين أن يردُّوا إِليهم ما كان الناصر صلاح الدين أخذ منهم، فوقعت المصالحة بينهم وبين الملوك [على] أن يردُّوا لهم بيت المقدس وحده، وتبقى بأيديهم بقية البلاد، فتسلموا (٦) القدس الشريف، وكان المعظم قد هدم أسواره، فعظم ذلك على المسلمين جدًا وحصل وهن شديد وإِرجاف عظيم، فإِنَّا لله وإِنا إِليه راجعون.

ثم قدم الملك الكامل فحاصر دمشق وضيَّق على أهلها فقطع (٧) الأنهار، ونهبت الحواصل (٨) وغلت الأسعار، ولم يزل الجنود حولها حتى أخرج منها ابن أخيه صلاح الدين الملك الناصر داود بن المعظم، على أن يقيم ملكًا بمدينة الكرك والشوبك ونابلس وقرايا من (٩) الغور والبلقاء ويكون الأمير عز الدين أيبك أستاذ دار المعظم صاحب صرخد، ثم تقايض الأشرف وأخاه الكامل، فأخذ الأشرف دمشق، وأعطى


(١) ط: التكريتي، خطأ، وما هنا هو الموافق لما في ذيل الروضتين (١٥٤) الذي ينقل منه المؤلف.
(٢) ط: قال أبو شامة.
(٣) ذيل الروضتين (١٥٣).
(٤) ط: الصالح الفقيه.
(٥) ط: الزين.
(٦) أ، ب: أن يردوا عليهم بيت المقدس ويتسلموا القدس.
(٧) أ، ب: وقطع.
(٨) أ، ب: الحواضر.
(٩) ط: "براما" وهو تحريف بيِّن، وما هنا من ب، وهو الذي في ذيل الروضتين (١٥٥) (بشار).

<<  <  ج: ص:  >  >>