للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبوه من نوى، وقد باشر تدريس الإقبالية نيابة عن ابن خلكان، وكذلك ناب في الفلكية والركنية، وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية، وكان لا يضيع شيئًا من أوقاته، وحجَّ في مدة إقامته بدمشق، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر للملوك وغيرهم. توفي في ليلة أربع وعشرين من رجب من هذه السنة بنوى، ودفن هناك وعفا عنا وعنه.

علي بن علي بن أسفنديار (١) نجم الدين.

الواعظ بجامع دمشق أيام السبوت في الأشهر الثلاثة، وكان شيخ الخانقاه المجاهدية وبها توفي في هذه السنة، وكان فاضلًا بارعًا، وكان جده يكتب الإنشاء للخليفة الناصر، وأصلهم من بوشنج. ومن شعر نجم الدين هذا قوله (٢): [من الطويل]

إذا زارَ بالجثمانِ غيري فإنني … أزورُ معَ الساعاتِ ربعَكَ بالقَلْبِ

وما كلُّ ناءً عن ديارٍ بنازحٍ … ولا كلُّ دانٍ في الحقيقةِ ذو قُرْبِ

[ثم دخلت سنة سبع وسبعين وستمئة]

كان أولها يوم الأربعاء وكان الخليفة الحاكم بأمر اللّه العباسي، وسلطان البلاد شامًا ومصرًا وحلبًا (٣) الملك السعيد.

وفي أوائل المحرم اشتهر بدمشق ولاية ابن خلكان (٤) قضاء دمشق عودًا على بدءً في أواخر ذي الحجة، بعد عزل سبع سنين، فامتنع القاضي عز الدين بن الصائغ من الحكم في سادس المحرم وخرج الناس لتلقي ابن خلكان، فمنهم من وصل إلى الرملة وكان دخوله في يوم الخميس الثالث والعشرين من المحرم، فخرج نائب السلطنة عز الدين أيدمر بجميع الأمراء والمواكب لتلقيه، وفرح الناس بذلك، ومدحه الشعراء، وأنشد الفقيه شمس الدين محمد بن جعوان (٥): [من البسيط] (٦)


(١) ترجمة - ابن أسفنديار - في ذيل مرآة الزمان (٣/ ٢٧٦ - ٢٧٧) وتاريخ الإسلام (١٥/ ٣١٨) والإشارة (٣٦٨) والعبر (٥/ ٣١١) والنجوم الزاهرة (٧/ ٢٧٩) والدارس (٢/ ١٦٩ - ١٧٠) وشذرات الذهب (٧/ ٦١٦).
(٢) البيتان في الدارس (٢/ ١٧٠).
(٣) ب: البلاد المصرية والبلاد الشامية والحلبية الملك الظاهر؛ وفيه خطأ.
(٤) ب: ولاية القاضي شمس الدين بن خلكان.
(٥) أ، ب: محمد بن جعفر؛ تحريف. وهو محمد بن محمد بن عباس بن أبي بكر بن جعوان شمس الدين الأنصاري الشافعي النحوي. سترد ترجمته في وفيات سنة ٦٨٢ من هذا الجزء إن شاء الله.
(٦) البيتان في ذيل مرآة الزمان (٣/ ٢٩٣) والبيت الأول منهما ثاني قصيدة وردت في ذيل المرآة (٤/ ١٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>