للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقام إليه مرةً، وهو (١) يعِظ الناس ابنا أبي بكر الشاشي، [فقالا له: إن كنتَ تتكلم على مذهب الأشعري، وإلا فاسكت، فقال: لا مُتِّعتُما بشبابكما، فماتا شابين] (٢) ولم يبلغا سنَّ الكهولة.

• وحجّ بالناس، [في هذه السنة] (٣)، أمير الجيوش نظر (٤) الخادم، ونالهم عطش شديد.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

صاعد بن منصور بن إسماعيل بن صاعد، أبو العلاء الخطيب النيسابوري (٥):

سمع الحديث الكثير، وولي الخطابة بعد أبيه والتدريس والتذكير. وكان أبو (٦) المعالي الجويني (٧) يثني عليه، وقد ولي قضاء خوارزم.

محمد بن موسى بن عبد اللّه، أبو عبد اللّه البَلاسَاغُوني (٨) التركي (٩) الحنفي، ويعرف باللامشي (١٠):

أورد عنه ابن عساكر حديثًا، وذكر أنه ولي قضاء بيت المقدس، فشكوا منه، فعزل عنه. ثم ولي قضاء دمشق. وكان غاليًا في مذهب أبي حنيفة، وهو الذي رتّب الإمامة مثنى. قال: إلى أن أزال اللّه ذلك بدولة الملك صلاح الدين. قال: وكان قد عزم على نصب إمام حنفي بالجامع، فامتنع أهل دمشق من ذلك، وامتنعوا من الصلاة خلفه، وصلّوا بأجمعهم في دار الخيل، وهي التي قبلي الجامع، مكان المدرسة الأمينية وما يجاورها، وحدّها الطرقات الأربعة.

وكان يقول: لو كانت لي ولاية لأخذت من الشافعية (١١) الجزية، وكان مبغضًا لأصحاب مالك أيضًا. قال: ولم تكن سيرته في القضاء محمودة.


(١) اللفظة مستدركة في هامش ب.
(٢) عن ط وحدها.
(٣) ما بين الحاصرتين في ط: فيها.
(٤) في ط: بظر، وهو تصحيف.
(٥) ترجمته في المنتظم (٩/ ١٧٢) وابن الأثير (٨/ ٢٦٥ - ٢٦٦)، وتاريخ الإسلام (١١/ ٧٨).
(٦) ليست اللفظة في ب.
(٧) تقدمت ترجمته مع وفيات سنة ٤٧٨ من الجزء السابق.
(٨) أقول: في ط: البلاساعوني بالعين المهملة. وفي تاريخ الإسلام و "دول الإسلام" للذهبي: البلاشاغوني بالشين والغين المعجمتين، وانظر تعليق الدكتور بشار على تاريخ الإسلام.
(٩) في معجم البلدان: يعرف بالترك.
(١٠) ترجمته في معجم البلدان (بلا ساغون)، وتاريخ دمشق (٥٦/ ٧٦)، وتاريخ الإِسلام (١١/ ٨٢ - ٨٣) وبلاساغون: بلد عظيم في ثغور الترك، وراء نهر سيحون، قريب من كاشغر. واللامشي نسبة إلى لامش وهي من قرى فرغانة المتاخمة لبلاد الترك.
(١١) في (ط): أصحاب الشافعي. وما هنا من (ب) وتاريخ دمشق وتاريخ الإسلام للذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>