للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد سمع الدَّارقطنيّ وغيره، وكان ثقة ديّنًا صالحًا، وكانت وفاته في جمادى الأولى من هذه السنة وقد نيف على الثمانين.

الوَنّي الفرضي (١) الحسين بن محمد، أبو عبد اللَّه الوَنّي، نسبة إلى وَنّ، قرية من أعمال قهستان (٢)، الفَرَضي، شيخ الخبري -وهو أبو حكيم عبد اللَّه بن إبراهيم- كان الونّي إمامًا في الحساب والفرائض، وانتفع الناس به، توفي في هذه السنة ببغداد شهيدًا في فتنة البساسيري.

[ثم دخلت سنة ثنتين وخمسين وأربعمئة]

في يوم الخميس السابع عشر من صفر، دخل السلطان إلى بغداد، مرجعه من واسط بعد قتل البَسَاسيري.

وفي يوم الحادي والعشرين منه جلس الخليفة بدار الخلافة وحضر الملك طُغْرُلْبَك، ومدَّ سِماطًا عظيمًا بين يديه فأكل الأمراء منه والعامّة.

ثمّ في يوم الخميس ثاني ربيع الأول، عمل الملك طُغْرُلْبَك سماطًا عظيمًا [للناس] أيضًا.

وفي يوم الثلاثاء تاسع جمادى الآخرة؛ ورد الأمير عدّة الدين أبو القاسم عبد اللَّه بن ذخيرة الدّين بن أمير المؤمنين القائم بأمر اللَّه، وجدّته وعمته وله من العمر يومئذ أربع سنين صحبة أبي الغنائم بن المحلبان؛ فتلقّاه الناس إجلالًا لجدِّه، وقد ولي هو الخلافة بعد ذلك، وهو المقتدي بأمر اللَّه.

وفي رجب وقف أبو الحسن محمد بن هلال العتَّابي دار كتب بشارع ابن أبي عوف من غربي مدينة السلام، ونقل إليها ألف كتاب عوضًا عن دار كتب أزدشير التي احترقت بالكرخ.

وفي شعبان ملك محمود بن نصر حلب وقلعتها، فامتدحه الشعراء.

وملك عطيّة بن صالح بن مرداس الرحبة، وذلك كلّه يُنْتَزَعُ من أيدي الفاطميين.

وفيها: عاد الملك طُغْرُلْبَك إلى الجبل، وعقد بغداد على العميد بمئة ألف ديار في السنة، ولسنتين بعدها بثلاثمئة ألف دينار، فشرع العميد في عمارة الكرخ وأسواقه.


(١) المنتظم (٨/ ١٩٧)، الكامل في التاريخ (٩/ ٦٥١)، وفيات الأعيان (٢/ ١٣٨)، طبقات السبكي (٤/ ٣٧٤)، سير أعلام النبلاء (١٨/ ٩٩)، شذرات الذهب (٣/ ٢٨٣). وقد ذكره المصنف مع وفيات السنة السابقة.
(٢) في معجم البلدان: قرية من قرى قوهستان.

<<  <  ج: ص:  >  >>