للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: أرسلت الخاتون بنت السلطان امرأة الخليفة تشكو إلى أبيها إعراض الخليفة عنها، فبعث إليها أبوها الطواشي صواب والأمير مران ليرجعاها إليه، فأجاب الخليفة إلى ذلك، وبعث معها بالنقيب وجماعة من أعيان الأمراء، وخرج ابن الخليفة أبو الفضل والوزير فشيعاها إلى النهروان، وذلك في ربيع الأول، فلما وصلت إلى أبيها توفيت في شوال من هذه السنة بأصبهان، فعمل عزاؤها ببغداد سبعة أيام، وأرسل الخليفة إلى السلطان أميرين لتعزيته فيها] (١).

وحجّ بالناس في هذه السنة خمارتكين.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

عبد الصمد بن أحمد بن علي المعروف بظاهر (٢) النيسابوري الحافظ.

رحل وسمع الكثير، وخرّج، عاجله الموت في هذه السنة بهمَذان وهو شاب، رحمه الله تعالى.

علي بن أبي يعلى بن زيد (٣) أبو القاسم الدبوسيّ، مدرس النظامية بعد المتولي.

وقد سمع شيئًا من الحديث، وكان فقيهًا ماهرًا، وجدليًا باهرًا.

عاصم بن الحَسَن (٤) بن محمد بن علي بن عاصم بن مهران (٥) أبو الحسين العاصِميّ.

وهو من أهل الكَرْخ، سكن باب الشعير [ولد] سنة سبع وتسعين [وثلاثمئة] وكان من أهل الفضل والأدب، وسمع الحديث من الخطيب وغيره، وكان ثقة حافظًا، ومن شعره الجيد قوله:

لَهفي على قومِ بكاظمةٍ … ودّعتُهم والركبُ مُعتَرضُ

لم تترك العبراتُ مذ بعدوا … لي مقلةً ترنُو وتغتمضُ

رحلوا فدمعي واكفٌ هطلٌ (٦) … جار وقلبي حشوهُ مَرضُ

وتعوّضوا لاذقتُ فقدهمُ … عنّي ومالي عنهم عِوَضُ


(١) زيادة من (ب) و (ط).
(٢) المنتظم (٩/ ٥٠)، تاريخ الإسلام (١٠/ ٥٠٨ - ٥٠٩)، ووقع في (ط): "طاهر" بالطاء، المهملة وهو تصحيف.
(٣) المنتظم (٩/ ٥٠)، الكامل في التاريخ (١٠/ ١٨١)، طبقات السبكي (٥/ ٢٩٦)، سير أعلام النبلاء (١٩/ ٩١)، النجوم الزاهرة (٥/ ١٢٩).
(٤) في بعض النسخ: "الحسين"، وما هنا من (ط) ويعضده ما جاء في مصادر ترجمته كافة. وقد ترجمه الذهبي ومن تابعه في وفيات سنة (٥٨٣) كما في السير وتاريخ الإسلام (١٠/ ٥٢١).
(٥) المنتظم (٩/ ٥١)، الكامل في التاريخ (١٠/ ١٨٠)، سير أعلام النبلاء (١٨/ ٥٩٨)، النجوم الزاهرة (٥/ ١٢٨)، شذرات الذهب (٣/ ٣٦٨).
(٦) في (ب) و (ط) والمنتظم: رحلوا فطر في دمعه هطل.

<<  <  ج: ص:  >  >>