للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي صفر منها وقَعَ الفداءُ بين المسلمين والروم، ففودي من المسلمين نحو من أربعة (١) آلاف أسير.

وفي شعبان منا مُطرت بغداد مطرًا عظيمًا استمر نحوًا من أحدٍ وعشرين يومًا.

ووقع بأرض بَلْخ مطرٌ، إنَّما هو دمٌ عَبيط (٢).

وحجَّ بالناس فيها محمد بن سليمان الزينبيّ.

وحجَّ فيها من الأعيان مجمد بن عبد اللَّه بن طاهر، وولي هو أمرَ المَوْسِم.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

أحمد بن إبراهيم الدَّورقيُّ (٣).

والحسين بن الحسن المروزيّ (٤).

وأبو عمر الدُّوريّ (٥)، أحد القراء المشاهير.

ومحمد بن مُصَفَّى الحِمْصيُّ (٦).

ودِعْبِل بن عليّ (٧): ابن رَزِين بن سليمان الخُزَاعيُّ، مولاهم، الشاعر الماجن، البليغُ في المدح، وفي الهجاء أكثر. قال: حضر يومًا عند سهل بن هارون الكاتب، وكان بخيلًا، فاسْتَدْعَى بغدائه، فإذا ديكٌ في قصعة، وإذا هو قاس لا يقطعه سكين، ولا يعمل فيه ضِرْسٌ. ففقد الرأس، فقال للطباخ: ويلك! ماذا صنعت به؟، قال: حسبت أنَّك لا تأكله، فألقيتُه، فقال: ويحك! واللَّه لأعيبُ على من يُلقي الرِّجْلَيْن، فكيف بالرأس، وفيه الحواس الأربع، ومنه يصوّت وبه فضل، وعيناه، وبهما يُضْرَبُ المثلُ، وعُرْفُه وله يتبرّك، وعظمُه أهشّ العظام؛ فإن كنتَ رغبتَ عن أكله


(١) في الطبري وابن الأثير: ففودي بألفين وثلاثمئة وسبعة وستين نفسًا.
(٢) "العَبيط من الدَّم": الخالص الطري.
(٣) أحمد بن إبراهيم بن كثير الدورقي، أبو عبد اللَّه العبدي، وهذه النسبة إلى بيع القلانس الدَّوْرَقيَّة. حافظ مجوِّد مصنِّف، صدوق. سير أعلام النبلاء (١٢/ ١٣٠)، والعبر (١/ ٤٤٦).
(٤) الحسين بن الحسن بن حَرْب، أبو عبد اللَّه المروزيّ، صاحب ابن المبارك، جاور بمكة، وجمع وصنَّف. وهو راوي كتاب "الزهد" لأحمد بن حنبل. صدوق، سير أعلام النبلاء (١٢/ ١٩٠)، تقريب التهذيب (١/ ١٧٥).
(٥) حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صُهْبان الدُّوريّ الضرير، نزيل سامُرّاء، شيخ المقرئين، قرأ على الكسائي وغيره، وجمع القراءات وصنَّفها، وكان صدوقًا. قرأ عليه خلق كثير. سير أعلام النبلاء (١١/ ٥٤١)، العبر (١/ ٤٤٦)، غاية النهاية (١/ ٢٥٥).
(٦) أبو عبد اللَّه، العبد الصالح، حدث عن الوليد بن مسلم وطائفة، صدوق. سير أعلام النبلاء (١٢/ ٩٤).
(٧) طبقات الشعراء (٢٦٤)، الشعر والشعراء (٥٣٩)، الأغاني (٢٠/ ١٢٠ - ١٨٦)، تاريخ بغداد (٨/ ٣٨٢)، معجم الأدباء (١١/ ٩٩)، مختصر تاريخ ابن عساكر (٨/ ١٧٢)، سير أعلام النبلاء (١١/ ٥١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>