للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَطَن بن دِعَامة، أبو بكر الأنْباري، صاحب "كتاب الوَقْف والابتداء" (١) وغير ذلك من المُصنَّفات.

وكان من بحور العِلْم في اللغة والعربية، [والتفسير والحديث] (٢) وغير ذلك.

سمع الكُدَيْميَّ، وإسماعيل القاضي، وثَعْلبًا وغيرهم، وكان ثِقَةً صدوقًا أديبًا، دَيِّنًا فاضلًا من أهل السُّنَّة، من أعلم النَّاس بالنَّحْو والأدب، وأكثرهم حِفْظًا له، كانت له من المحافيظ مجلدات عظيمة كثيرة؛ أحمال جمال، وكان لا يأكل إلا النقالى، ولا يشربُ ماءً إلى قريب العصر، مراعاةً لحفظه.

ويقال: إنه كان يحفظ مئة وعشرين تفسيرًا، وحفظَ "تعبير الرؤيا" في ليلةٍ، وكان يحفظ في كلِّ جمعة عشرة آلاف ورقة، وكانت وفاته ليلة عيد النَّحْر من هذه السنة.

أم عيسى بنت إبراهيم الحَرْبي (٣).

كانت عالمةً فاضلة، تفتي في الفِقْه، توفيت في رجب منها، ودُفِنَتْ إلى جانب أبيها، رحمهما الله تعالى.

[ثم دخلت سنة تسع وعشرين وثلاثمئة]

في المنتصف من ربيع الأول منها كانت وفاة الخليفة الرَّاضي بالله (٤) أمير المؤمنين أبي العَبَّاس أحمد (٥) بن المقتدر بالله جعفر بن المعتضد بالله أحمد بن الموفق أبي أحمد بن جعفر المتوكل بن محمد المعتصم بن هارون الرَّشيد بن المهدي بن المنصور، العَبَّاسي.

استُخْلِفَ بعد عَمِّه القاهر لستٍّ خَلَوْنَ من جُمادى الأُولى سنة ثنتين وعشرين وثلاثمئة، وأمه أم ولد روميَّة تسمى ظَلُوم.

كان مولده في رجب سنة سبع وتسعين ومئتين، فكانت خلافته ست سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام،


(١) هو كتاب "إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله ﷿" طبع في دمشق سنة (١٩٧١ م) في جزأين بتحقق محيي الدين رمضان، وقد صدر ضمن مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق.
(٢) ما بين حاصرتين من (ط).
(٣) تاريخ بغداد (١٤/ ٤٤٣) المنتظم (٦/ ٣١٥).
(٤) أخبار الراضي والمتقي للصولي (١/ ١٨٥) مروج الذهب (٢/ ٥١٩) وما بعدها، معجم الشعراء للمرزباني (٤٣٠) تاريخ بغداد (٢/ ١٤٢ - ١٤٥) المنتظم (٦/ ٢٦٥ - ٢٧١، ٣٢٤ - ٣٢٥) الكامل لابن الأثير (٨/ ٢٨٢) وما بعدها، النبراس (١١٤ - ١١٩) سير أعلام النبلاء (١٥/ ١٠٣ - ١٠٤) العبر (٢/ ٢١٨ - ٢١٩) الوافي بالوفيات (٢/ ٣٧٥ - ٣٧٧) مرآة الجنان (٢/ ٢٩٦) النجوم الزاهرة (٣/ ٢٧١) تاريخ الخلفاء (٣٩٠ - ٣٩٣) شذرات الذهب (٢/ ٣٢٤).
(٥) في تاريخ بغداد (٢/ ١٤٢) محمد، وفي سير أعلام النبلاء (١٥/ ١٠٣) محمد، وقيل: أحمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>