للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحكاه البغويُّ أيضًا: عن الربيع بن أنس، والكلبي، وأبي عمرو بن العلاء.

قلت: ورُوي عن معاويةَ، وجاءَ عنه: أنَّ رجلًا قال لرسول اللّه : "يا ابنَ الذبيحين" فضحكَ رسولُ اللّه (١).

وإليه ذهبَ عمرُ بن عبد العزيز، ومحمَّد بن إسحاق بن يسار.

وكان الحسنُ البصري يقول: لا شكَّ في هذا.

وقال محمَّدُ بن إسحاق: عن بريدة بن سفيان بن فروةَ الأسلميّ، عن محمد بن كعب: أنَّه حدَّثهم، أنَّه ذكرَ ذلك لعمرَ بن عبد العزيز وهو خليفةٌ، إذ كانَ معه بالشام [يعني استدلالَه بقوله بعد العصمة ﴿فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ﴾ [هود: ٧١] (٢) فقال له عمر: إنَّ هذا الشيءَ ما كنتُ أنظر فيه، وإني لأراه كما قلتَ، ثم أرسلَ إلى رجلٍ كان عنده بالشام، كان يهوديًا فأسلمَ وحَسُنَ إسلامُه، وكان يرى أنه من علمائهم، قال: فسأله عمرُ بن عبد العزيز: [عن ذلك. قال محمد بن كعب: وأنا عند عمر بن عبد العزيز، فقال له عمر بن عبد العزيز:] (٣) أيُّ ابني إبراهيم أُمرَ بذبحِه؟ فقال: إسماعيلُ والله يا أمير المؤمنين، وإنَّ يهودَ لتعلمُ بذلك، ولكنَّهم يحسدونَكم معشرَ العرب على أن يكون أباكم الذي كان من أمر اله فيه، والفضل الذي ذكرَه الله منه لصبره لما أُمرَ به، فهم يَجحدون ذلك، ويزعمونَ أنَّه إسحاق، لأنَّ إسحاقَ أبوهم (٤).

وقد ذكرنا هذه المسألة مستقصاة بأدلَّتها وآثارها في كتابنا التفسير (٥)، وللّه الحمد والمنة.

* * *

ذكرُ مولد إسحاق

قال اللّه تعالى: ﴿وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (١١٢) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ﴾ [الصافات: ١١٢، ١١٣].


(١) أخرجه الحاكم في المستدرك (٢/ ٥٥٤) وتعقبه الذهبي فقال: إسناده واهٍ.
(٢) ما بين الحاصرتين سقط من أ وب وأثبته من المطبوع، والعصمة: هي عصمة إسحاق من الذبح.
(٣) ما بين الحاصرتين سقط من المطبوع.
(٤) أخرج القصة ابن جرير الطبري في تاريخه (١/ ٢٧٠).
(٥) انظر تفسير ابن كثير (٤/ ٢٣ - ٢٤).