للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بين يديه - وكان أنس بن مالك يحجبه - فرفع النبي يده إلى الله ثم قال: "اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير". قال فجاء علي فاستأذن فقال له أنس: إن رسول الله على حاجته (١) فرجع ثم أعاد رسول الله الدعاء، فرجع، ثم دعا الثالثة فجاء علي، فأدخله، فلما رآه رسول الله : "اللهم وإليَّ". فأكل معه، فلما أكل رسول الله. وخرج علي قال أنس: سمعت عليًا فقلت: يا أبا الحسن استغفر لي، فإن لي إليك ذنبًا وإن عندي بشارة، فأخبرته بما كان من النبي فحمد الله واستغفر لي ورضي عني، أذهب ذنبي عنده بشارتي إياه.

ومن حديث جابر بن عبد الله الأنصاري أورده ابن عساكر (٢): من طريق عبد الله بن صالح كاتب اللّيث، عن ابن لهيعة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر فذكره بطوله.

وقد روي أيضًا من حديث أبي سعيد الخدري، وصححه الحاكم (٣) [من حديث أبي سعيد الخدري] ولكن إسناده مظلم وفيه ضعفاء.

وروى من حديث حبشي بن جنادة ولا يصح أيضًا، ومن حديث يعلى بن مرة والإسناد إليه مظلم، ومن حديث أبي رافع نحوه وليس بصحيح [بل طريقه مظلم]. وقد جمع الناس في هذا الحديث مصنفات مفردة منهم أبو بكر بن مردويه، والحافظ أبو طاهر محمد بن أحمد بن حمدان فيما رواه شيخنا أبو عبد الله الذهبي، ورأيت فيه مجلدًا في جميع طرقه وألفاظه لأبي جعفر بن جرير الطبري المفسر صاحب التاريخ، ثم وقفت على مجلد كبير في رده وتضعيفه سندًا ومتنًا للقاضي أبي بكر الباقلاني المتكلّم. وبالجملة (٤) ففي القلب من صحة هذا الحديث نظر وإن كثرت طرقه، والله أعلم.

حديث آخر في فضل علي (٥):

قال أبو بكر الشافعي: حدَّثنا بشر بن موسى الأسدي، حدَّثنا زكريا بن عدي، حدَّثنا عبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل (٦)، عن جابر بن عبد الله قال: خرجت مع رسول الله إلى امرأة من الأنصار في نخل لها. يقال له الإسراف (٧) ففرشت لرسول الله تحت صور لها مرشوش فقال رسول الله : "الآن يأتيكم رجل من أهل الجنة" فجاء أبو بكر، ثُمّ قال: "الآن يأتيكم رجل من أهل الجنة" فجاء عمر، ثم قال: "الآن يأتيكم رجل من أهل الجنة" قال: فلقد رأيته مطأطئًا رأسه [من]


(١) في أ: حاجة.
(٢) تاريخ دمشق - ترجمة علي - (٢/ ١٠٥ - ١٠٦).
(٣) المستدرك على الصحيحين (٣/ ١٣١).
(٤) في أ: وفي الجملة.
(٥) مكان السطر بياض في أ.
(٦) في أ: عبد الله بن محمد وعقيل بن جابر بن عبد الله عن جابر.
(٧) في أ: الأسواف.