كتاب البداية والنهاية - ط دار ابن كثير

٣ - تاريخ الإسلام - ثم دخلت سنة ثمان وعشرين وستمئة - ج: 15 - ص: 176

زين الأمناء (١)، ابن عساكر الدمشقي الشافعي.

سمع على عَمَّيْه الحافظ أبي القاسم والصائن وغير واحد، وعُمِّر وتَفَرَّدَ بالرواية وجاوز الثمانين بنحو من ثلاث سنين، وأُقعد في آخر عمره فكان يُحمل في محفَّةٍ إِلى الجامع وإِلى دار الحديث النورية لإسماع الحديث، وانتفع به الناس (٢) مدة طويلة، ولما توفي حضر الناسُ جنازتَه ودُفن عند أخيه الشيخ فخر الدين بن عساكر (٣) بمقابر الصوفية رحمه الله تعالى.

الشيخ بيرم (٤) المارديني.

كان صالحًا منقطعًا محبًا للعزلة عن الناس، وكان مقيمًا بالزاوية الغربية من الجامع، وهي التي يقال لها الغزالية، وتعرف بزاوية الدولعي وبزاوية القطب النيسابوري، وبزاوية الشيخ نصر (٥) المقدسي، قاله الشيخ شهاب الدين أبو شامة (٦)، وكان يوم جنازته مشهودًا (٧)، ودفن بسفح قاسيون رحمه الله تعالى وعفا عنه بمنه وكرمه.

[ثم دخلت سنة ثمان وعشرين وستمئة]

استُهلَّت هذه السنة والملك (٨) الأشرف موسى بن العادل مقيم بالجزيرة (٩) مشغول فيها بإِصلاح ما كان جلال الدين الخوارزمي قد أفسده من بلاده.

وقد قدمت التتار في هذه السنة إِلى الجزيرة (١٠) وديار بكر فعاثوا بالفساد يمينًا وشمالًا فقتلوا ونهبوا وسَبَوْا على عادتهم خذلهم الله تعالى.

---

= وطبقات السبكي (٥/ ٥٤ - ٥٥) والنجوم الزاهرة (٦/ ٢٧٣) وشذرات الذهب (٧/ ٢١٧).
(١) ط: أبو البركات بن الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن زين الأمناء؛ وهو خطأ.
(٢) أ، ب: وانتفع الناس به.
(٣) تقدمت ترجمة فخر الدين ابن عساكر في وفيات سنة ٦٢٠ هـ.
(٤) قيّده أبو شامة بقوله: بيرم: أوله باء معجمة بواحدة من تحتها، وهي مفتوحة، وبعدها ياء ساكنة معجمة باثنتين من تحتها، وبعدها راء مفتوحة.
(٥) ط: أبي نصر. وهو نصر بن إِبراهيم بن نصر المعروف بالفقيه نصر المقدسي توفي سنة ٤٩٠ هـ. ترجمته في سير أعلام النبلاء (١٩/ ١٣٦) وفيه قائمة بمصادره.
(٦) ذيل الروضتين (١٥٩).
(٧) أ: يومًا مشهودًا.
(٨) أ، ب: استهلت والملك.
(٩) أ: مقيم ببلاد الجزيرة.
(١٠) أ: إِلى الجزيرة فقتلوا.