للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان كثير التدليس عن المشايخ الذين لم يلقهم، وتوفي في هذه السنة عن مئة وسبع سنين، سامحه الله.

محمد بن مظفر بن عبيد (١): أبو النَّجا الفرضي الضرير، الفقيه المالكي.

له كتاب في الفِقْه على مذهب مالك، وله مصنَّفاتٌ في الفرائض قليلة النظير، وكان أديبًا فَهِمًا فاضلًا حاذقًا، .

ثم دخلت سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمئة

في ربيع الأول منها وقعت [فتنة] (٢) بين الشِّيعة وأهل السُّنَّة، ونُهبت الكَرْخ.

وفي جمادى الآخرة تقلَّد القاضي أبو السَّائب عُتْبة بن عبيد الله الهَمَذاني قضاء القضاة.

وفيها خرج رجلٌ يقال له عِمْران بن شاهين كان قد استوجب بعض العقوبات، فهرب من السُّلْطان إلى ناحية البطائح، فكان يقتات ما يصيده من السمك والطُّيور، والتفَّ عليه خَلْقٌ من الصَّيادين وقُطَّاع الطريق، فقويت شوكته، واستعمله أبو القاسم بن البَرِيدي على جباية بعض تلك النواحي، وأرسل إليه معز الدولة بن بويه جيشًا مع وزيره أبي جعفر الصَّيْمري، فَهُزِمَ الوزيرُ، لكنه دهمه أمر اشتغل به عنه، وذلك وفاة:

عماد الدولة بن بُوَيْه (٣) وهو أبو الحسن عليُّ بن بويه أكبر أولاد بويه، وأول من تملَّك منهم، وكان عاقلًا حازمًا، جيِّد السيرة، رئيسًا في نفسه. كان أول ظهوره في سنة ثنتين وعشرين وثلاثمئة كما ذكرنا (٤). فلما كان في هذا العام قويت عليه الأسقام، وتواترت لديه الآلام، فأحسَّ من نفسه بالهلاك، ولم يعادل ما هو فيه من الملك، وكثرة الأموال والرجال، من الدَّيالم والأتراك، ولم يحصلوا له الفكاك. ولم يكن له ولد ذكر (٥)، فأرسل إلى أخيه ركن الدولة يستدعي إليه ولدَه عَضُدَ الدولة، ليجعله


(١) المنتظم (٦/ ٣٦٣).
(٢) ما بين حاصرتين ليس في (ح)، والمثبت من (ب).
(٣) المنتظم (٦/ ٣٦٥) الكامل (٨/ ٢٦٤) وما بعدها، وفيات الأعيان (٣/ ٣٩٩ - ٤٠٠) العبر (٢/ ٢٤٧) سير أعلام النبلاء (١٥/ ٤٠٢ - ٤٠٣) مرآة الجنان (٢/ ٣٢٦ - ٣٢٧) النجوم الزاهرة (٣/ ٢٩٩ - ٣٠٠) شذرات الذهب (٢/ ٣٤٦ - ٣٤٧).
(٤) انظر حوادث سنة (٣٢١ هـ).
(٥) في (ط): ولم يفاده ولا دفع عنه أمر الله ما هو فيه من الأموال والملك وكثرة الرجال والأموال، ولا رد عنه جيشه من الديالم والأتراك والأعجام، مع كثرة العَدَد والعُدَد، بل تخلوا عنه أحوج ما كان إليهم، فسبحان اللّه الملك القادر القاهر العلام، ولم يكن له ولد ذكر ..

<<  <  ج: ص:  >  >>