للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وممَّن توفي فيها من الأعيان:

الشَّيخ إبراهيم الدِّهِستاني (١): وكان قد أسنَّ وعُمِّرَ، وكان يذكر أن عمره حين أخذت التتر بغداد أربعين سنة، وكان يحضر الجمعة هو وأصحابه تحت قبة النَّسر، إلى أن توفي ليلة الجمعة السابع والعشرين من ربيع الآخر بزاويته (٢) التي عند سوق الخيل بدمشقَ، ودفن بها وله من العمر مئة وأربع سنين، كما قال، فالله أعلم.

الشيخ محمَّد بن محمود بن علي: الشحَّام المقرئ شيخ ميعاد ابن عامر (٣)، كان شيخًا حسنًا بهيًا مواظبًا على تلاوة القرآن إلى أن توفي في ليلة توفي الدهستاني المذكور أو قبله بليلة رحمهما الله.

الشيخ شمس الدين بن الصَّائغ اللُّغوي (٤): هو أبو عبد الله محمد بن حسن (٥) بن سِبَاع بن أبي بكر الجُذَامي المصري الأصل، ثم انتقل إلى دمشق، ولد تقريبًا سنة خمس وأربعين وستمئة بمصرَ، وسمع الحديث وكان أديبًا فاضلًا بارعًا بالنظم والنثر، وعلم العروض والبديع والنّحو واللغة، وقد اختصر "صحاح الجوهري"، وشرح "مقصورة ابن دريد"، وله قصيدة تائية تشتمل على ألفي بيت فأكثر، ذكر فيها العلوم والصنائع، وكان حسنَ الأخلاف لطيفَ المحاورة والمحاضرة، وكان يسكن بين درب الحبالين والفرَّاش عند بستان القط توفي بداره يوم الإثنين ثالث شعبان ودفن بباب الصغير.

[ثم دخلت سنة إحدى وعشرين وسبعمئة]

استهلَّت وحكام البلاد هم المذكورون في التي قبلها، وفي أوّل يوم منها فُتح حمَّامُ الزَّيت الذي في رأس درب الحجر، جدَّد عمارته رجلٌ سامري (٦) بعد ما كان قد درس ودثر من زمان الخُوارزمية من نحو ثمانين سنة، وهو حمام جيد متسع.

وفي سادس المحرَّم وصلت هديَّةٌ من ملك التتار أبي سعيد إلى السلطان، صناديق وتُحف ورقيق (٧).


(١) ترجمته في: الدارس (١/ ٢٠٠). هو منسوب إلى دِهِسْتان. بلد معروف قرب خوارزم وجرجان، ياقوت.
(٢) الزاوية الدِّهِسْتانية. الدارس (٢/ ٢٠٠) ومنادمة الأطلال (ص ٣٠٤).
(٣) هو عبد الله بن عامر أبو عمران ويقال أبو عامر اليحصبي، قارئ أهل الشام توفي سنة (١١٨ هـ) مختصر تاريخ دمشق لابن منظور (١٢/ ٢٩١).
(٤) ترجمته في فوات الوفيات (٣/ ٣٢٦) وفيه وفاته سنة (٧٢٢ هـ). والذيول (ص ١١٤) وبغية الوعاه (١/ ٨٤) وفيه وفاته سنة (٧٢٥ هـ) في شهر شعبان وهو توهم.
(٥) في ط: حسين.
(٦) في ط: ساوي.
(٧) في أ: "دقيق" ولا معنى لها، وما هنا من ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>