للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَديعةٌ فليُؤَدِّها إلى مَنِ ائْتَمَنَهُ عليها) (١)، أيها الناس إنَّ الشيطانَ قد يَئِسَ أن يُعْبَدَ ببلادكم آخرَ الزمان، وقد يَرْضى عنكم بمُحقَّراتِ الأعْمال، فَاحذَروه على دينكم بمُحقَّرات (٢) الأعمال، أيُّها الناسُ، إن النساءَ عندكم عوانٍ، أخذتُموهُنَّ بأمانةِ اللَّه، واسْتَحْلَلْتُمْ فُروجَهُنَّ بكلمةِ اللَّه، لكُمْ عَلَيْهنَّ حَقٌّ ولهُنَّ عَليكُمْ حَقٌّ، ومن حقكُم عليهنَّ أن لا يُوطِئْنَ فرشكُمْ غَيْرَكمْ، ولا يَعْصينَكُمْ في معروفٍ، فإنْ فَعَلْنَّ ذلك فليس لكم عليهنَّ سبيلٌ، ولهن رزقُهُنّ وكسوتُهُنّ بالمعروف، فإن ضَرَبْتُمْ فاضْرِبوا ضَرْبًا غير مُبَرّح. ولا يَحلُّ لامرئ من مالِ أخيه إلا ما طابَتْ به نفسُهُ، أيُّها الناسُ، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتُم به لم تَضِلُّوا كتابَ اللَّه فاعملوا (٣) به، أيها الناس أيُّ يومٍ هذا؟ قالوا: يومٌ حَرامٌ. قال: فأيُّ بَلَدِ هذا؟ قالوا: بَلَدٌ حرامٌ. قال: فأي (٤) شهر هذا؟ قالوا: شَهْرٌ حرامٌ. قال: فإنّ اللَّهَ حَرَّمَ دماءَكُمْ وأموالَكُم وأعْراضَكُمْ كحُرْمَةِ هذا اليوم في هذا البلد، وهذا الشهر، ألا لِيُبَلِّغْ شاهِدُكُمْ غائِبَكُمْ، لا نَبِيَّ بَعْدي ولا أمةَ بعدَكُم. ثم رفع يَدَيْه فقال: اللهمَّ اشْهَدْ.

ذِكْرُ إيرادِ حَدِيثٍ فيه أنَّ رسولَ اللَّه كانَ يزورُ البَيْتَ في كلِّ لَيْلَةٍ منْ لَيالي مِنًى (٥)

قال البخاري (٦): يُذْكَرُ عن أبي حَسّان، عن ابن عباس: أنَّ رسولَ اللَّه كان يزورُ البَيْتَ في أيامِ مِنًى. هكذا ذكره مُعَلَّقًا بصيغة التَّمْريض.

وقد قال الحافظ البيهقي (٧): أخبرناه أبو الحسن بن عَبْدان، أنبأنا أحمد بن عُبَيْد الصَّفّار، ثنا العُمَري، أنبأنا ابنُ عَرْعَرَةَ قال (٨): دفعَ إلينا مُعاذُ بنُ هِشام كتابًا، قال: سمعتُهُ من أبي، ولم يَقْرَأْهُ. قال: فكانَ فيه: عن قتادة، عن أبي حسان، عن ابن عباس: أنَّ رسولَ اللَّه كانَ يَزورُ البيتَ كُلَّ لَيْلَةٍ ما دام بمنًى. قال: وما رأيتُ أحدًا واطأه عليه. قال البيهقي: ورَوَى الثَّوْريُّ في "الجامع" عن طاوس (٩) عن ابن عباس. أنَّ رسولَ اللَّه كان يفيضُ كلَّ ليلةٍ -يَعْني لياليَ مِنًى- وهذا مرسلٌ.


(١) ليس ما بين القوسين في أ.
(٢) كذا في الأصول. وفي مجمع الزوائد (فاحذروا على دينكم محقرات الأعمال).
(٣) ط: (فاعلموا) تحريف.
(٤) ط: (أي).
(٥) ط: (حديث الرسول يزور اليت كل ليلة من ليالي منى).
(٦) رواه البخاري (١٧٣٢).
(٧) السنن الكبرى للبيهقي (٥/ ١٤٦).
(٨) ط: (فقال).
(٩) في السنن: (عن ابن طاوس عن طاوس).