للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر ابنُ خَلِّكان أنه كان نديمًا للوزير المُهلَّبي، ووفدَ على سيف الدولة بن حَمْدان، فأكرمه وأحسن إليه. وأورد له من شِعْره أشياءَ حسنةً، فمن ذلك قوله في الخمر:

وراحٍ من الشَّمْسِ مخلوقةٌ … بَدَتْ لك في قَدَحٍ منْ نهارِ

هواءٌ ولكنَّهُ جامِدٌ … وماءٌ ولكنَّهُ غيرُ جارِ

كأنَّ المُدِيْرَ لها باليمين … إذا مالَ للسَّقْي أو باليسار

تدرَّعَ ثوبًا منَ الياسمينِ … لهُ فردُ كُمٍّ منَ الجُلَّنارِ (١)

محمد بن إبراهيم (٢) بن الحسين بن الحسن بن عبد الخلاق: أبو الفَرَج، البغدادي، الفقيه الشَّافعي يعرف بابن سُكَّرة.

سكن مِصْر، وحدَّث بها، وسَمِعَ منه أبو الفتح بن مسرور (٣)، وذكر أن فيه لِينًا (٤).

محمد بن موسى بن يعقوب (٥) بن المأمون بن الرَّشيد هارون: أبو بكر، ولي إمرة مكة في سنة ثمانٍ وستين ومئتين، وقَدِمَ مصر، فحدَّث بها عن علي بن عبد العزيز البَغَوي بموطأ مالك، وكان ثقة مأمونًا، توفي بمصر في ذي الحجة من هذه السنة.

[ثم دخلت سنة ثلاث وأربعين وثلاثمئة]

فيها كانت وقعة بين سيف الدولة بن حمدان وبين الدُّمَسْتَق (٦)، فَقُتل خَلْقٌ من أصحاب الدُّمَسْتق وأُسر جماعةٌ من رؤساء بطارقته وللّه الحمد، وكان في جملة من قتل فسطنطين بن الدُّمَسْتق، وسبى خلقًا وأسر آخرين، وذلك في ربيع الأول من هذه السنة، ثم جمع الدُّمَسْتَق خلقًا كثيرًا، فالتقوا مع سيف الدولة في شعبان، فَجَرَتْ بينهم حروب عظيمة وقتال شديد، فكانت الدائرة للمسلمين، وخذل اللّه


(١) وفيات الأعيان (٣/ ٣٣٧).
(٢) تاريخ بغداد (١/ ٤١٢) المنتظم (٦/ ٣٧٤) حسن المحاضرة (١/ ١٨٧).
(٣) في (ح) و (ب): سرور، والمثبت من (ط) وترجمته في سير أعلام النبلاء (١٦/ ٤٢٢ - ٤٢٣، ٥١٦ - ٥١٧).
(٤) في تاريخ بغداد (١/ ٤١٢): أن أبا الفتح سمع منه سنة (٣٥٥ هـ)، فإذا صحَّ تاريخ هذا السماع تكون وفاة محمد بن ابراهيم بعد هذه السنة أو فيها، واللّه أعلم.
قال بشار: ذِكْره في وفيات هذه السنة متابعة منه لابن الجوزي في المنتظم؛ وابن الجوزي نقل الترجمة من الخطيب، فلا أدري من أين جاء بهذا التاريخ، وننظر بلابد تعليقي على تاريخ الخطيب (٢/ ٣١٠ بتحقيقي).
(٥) المنتظم (٦/ ٣٧٥).
(٦) الضبط من صبح الأعشى (٥/ ٣٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>