رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ﴾ [الرحمن: ٧٦] والعَبَاقريُّ هي عِتاقُ البُسُطِ، أيْ جِيادُهَا وَخِيارُها وحِسَانُها، وهي بسط الجنة، لا الدنيا، وَقَدْ خُوطِبَ العَرَبُ بما هُوَ معروف عِنْدهُمْ، وفي الجنة ما هو أحْسنُ وأجمل وأبهى وأعْظَمُ ممَّا في النُّفُوسِ وَأجلُّ، منْ كلِّ صِنْفٍ ونَوْعٍ منْ أصناف المَلاذِّ، وأجناس الأشياء كلها، وألذُّ في المَناظِر والنفوس.
وَالنَّمَارِقُ: جَمْعُ نُمْرُقةٍ بضمِّ النُّونِ، وحُكيَ كسْرُها، وهي الوَسَائدُ، وَقيلَ: الْمَساندُ، وَقَدْ يَعُمُّها اللّفْظُ. وَالزّرَابيُّ: البُسُطُ. وَالرَّفْرَفُ: قيلَ: رياضُ الجَنَّةِ، وما يكون على شاطئ الأنهار من النبات والأزهار، وقيلَ: ضَرْبٌ منَ الثِّيابِ. والعَبْقَريُّ: جِيادُ البُسُطِ، وقيل غير ذلك، واللّه أعلم.
[صفة الحور العين، وبنات آدم وشرفهن وفضلهن عليهن وكم لكل واحد منهن]
وقال عَبْدُ اللّهِ بنُ المُبَارَكِ: حدّثنا شُعْبَةُ، حدّثنا قَتادةُ، عن أبي نَضْرَةَ، عن أبي سَعيدٍ، عن النَّبيِّ ﷺ: ﴿فِيهَآ أَزْوَاجٌ مطَهَّرَةٌ﴾ قال: " منَ الْحَيْضِ وَالنِّفاسِ، وَالنّجَاسَةِ، وَالبُصَاقِ "(١).
وقال أبو الأحْوَصِ عِنْدَ قَوْلهِ: ﴿حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ﴾ قال: بَلَغنا في الرِّوَايَةِ أن سَحَابة مَطَرَتْ منَ العَرش، فَخُلِقْنَ منْ قَطَراتِ الرَّحْمةِ، ثمَّ ضُرِبَ على كلِّ وَاحِدَة منهن خَيْمةٌ على شاطئ الأنْهارِ، وسَعَةُ الخيمة أرْبَعُونَ ميلًا، وَلَيْسَ لها بَابٌ، حتَّى إذا حَلَّ وَليُّ اللّهِ بالْخَيْمةِ انْصَدَعَتِ الْخَيْمةُ عن باب لِيَعْلَمَ وَليُّ اللّهِ أنَّ أبْصَارَ الْمَخْلوقينَ منَ الملائكةِ وَالخَدم لم تنظر إليها، فهُنَّ مقصورات عن إبصَارِ المخلوقين.
وقال تعالى: ﴿وَحُورٌ عِينٌ (٢٢) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (٢٣) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الواقعة: ٢٢ - ٢٤] وقال في الآية الأخرى: ﴿كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ﴾ [الصافات: ٤٩] قيل: إنّهُ بَيْضُ النَّعامِ الْمَكْنُون في الرمْلِ، وهُوَ
(١) رواه أبو نعيم في " صفة الجنة " (٣٦٣) من طريق ابن المبارك.