للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذه الأمة رجلٌ يُقالُ له الوليدُ، هو أضرُّ على أمَّتِي مِن فرعونَ على قومه" (١).

قال أبو عمرو الأوزاعي: فكان النَّاسُ يَرَوْنَ أنَّه الوليد بن عبد الملك، ثم رأينا أنه الوليد بن يزيد لفتنة الناس به، حين خَرجُوا عليه فقتلُوه، وانفتحت على الأمة الفتنة والهَرْج (٢).

وقد رواه البيهقيُّ: عن الحاكم، وغيره، عن الأصم، عن سعيد بن عُثمان التَنُوخِي، عن بِشْر بن بَكْر، عن الأوزاعيّ، عن الزُّهريّ، عن سعيد … فذكرَه. ولم يذكر قولَ الأوزاعيّ، ثم قال: وهذا مرسلٌ حسن (٣).

وقد رواه نُعيم بن حمَّاد: عن الوليد بن مسلم به، وعندَه قال الزهري: إنِ استُخْلِفَ الوليدُ بن يزيد، فهو هو، وإلا فهو الوليدُ بن عبد الملك (٤).

وقال نُعيمُ بن حمَّاد: حدَّثنا هُشيم عن أبي حمزةَ، عن الحسن، قال: قالَ رسولُ الله : "سيكونُ رجلٌ اسمُه الوليدُ، يُسَدُّ به ركنٌ من أركان جهنَّمَ وزاويةٌ من زواياها" (٥). وهذا مرسل أيضًا.

[حديث آخر]

قال سليمانُ بن بلال: عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله : "إذا بلغَ بنو أبي العاص أربعينَ رجلًا، اتَّخذُوا دينَ الله دَغَلًا، وعبادَ الله خَوَلًا، ومالَ الله دُوَلًا" (٦). رواه البيهقي من حديثه.

وقال نُعَيْمُ بن حمَّاد: حدَّثنا بقيَّةُ بن الوليد وعبد القدُّوس، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن راشدِ بن سعد، عن أبي ذر، قال: سمعتُ رسولَ الله يقولُ: "إذا بلغتْ بنو أمية أربعينَ، اتخذُوا عبادَ الله خَوَلًا، ومالَ الله نِحَلًا، وكتابَ الله دَغَلًا" (٧) وهذا منقطع بين راشد بن سعد وبينَ أبي ذر.

وقال إسحاق بن راهويه: أخبرنا جريرٌ، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: قال


(١) رواه البيهقي في الدلائل (٦/ ٥٠٥) وهو مرسل.
(٢) دلائل النبوة؛ للبيهقي (٦/ ٥٠٦).
(٣) دلائل النبوة (٦/ ٥٠٥).
(٤) دلائل النبوة؛ للبيهقي (٦/ ٥٠٥).
(٥) رواه نعيم بن حماد في الفتن والملاحم (ص ٧٤).
(٦) رواه البيهقي في الدلائل (٦/ ٥٠٧) ومعنى خَوَلًا: أتباعًا وخدمًا.
(٧) رواه نُعيم بن حماد في الفتن والملاحم (ص ٧٢) ومعنى نِحَلًا: عطايا وهبات، دَغَلًا: أي أدغلوا في التفسير، وأدغلَ في الأمر: أدخل فيه ما يُفسده ويُخالفه. وفي النهاية: اتخذوا دين الله دغلًا: أي يخدعون به الناس.