للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله : "إذا بلغَ بنو أبي العاص ثلاثينَ رجلًا اتَّخذوا دينَ الله دغلًا، ومالَ الله دُولًا، وعبادَ الله خَوَلًا" (١) ".

ورواه أحمد: عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير به (٢).

وقال البيهقي: أخبرنا عليُّ بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمدُ بن عبيد الصَّفَّار، حدَّثنا بسَّام - وهو محمد بن غالب -، حدَّثنا كاملُ بن طلحة، حدَّثنا ابن لَهيعة، عن أبي قبيل؛ أن ابنَ وَهْب أخبرَه، أنه كان عند معاويةَ بن أبي سفيان فدخلَ عليه مروانُ فكلَّمه في حاجته، فقال: اقضِ حاجَتِي يا أميرَ المؤمنين، فوالله إنَّ مُؤْنَتِي لعظيمةٌ، وإنِّي لأبو عشرة، وعم عشرة، وأخو عشرة. فلما أدبرَ مروانُ - وابنُ عباس جالسٌ مع معاويةَ على السرير - قال معاوية: أنشدُك بالله يا بنَ عبَّاس، أما تعلم أن رسولَ الله قال: "إذا بلغَ بنو الحكم ثلاثينَ رجلًا اتَّخذوا مالَ الله بينهم دُولًا، وعبادَ الله خَوَلًا، وكتابَ الله دَغَلًا؟ "فإذا بلغوا سبعة وتسعين وأربعمئة، كان هلاكهم أسرع من لوك ثمرة؟ فقال ابنُ عباس: اللَّهُمَّ نعم. قال: وذكرَ مروانُ حاجةً له، فردَّ مروان عبدَ الملك إلى معاوية فكلَّمَه فيها، فلما أدبرَ عبدُ الملك قال معاويةُ: أنشدُك بالله يا بنَ عبَّاس، أما تعلمُ أنَّ رسولَ الله ذكرَ هذا فقال: "أبو الجبابرة الأربعة؟ "فقال ابن عباس: اللَّهُمَّ نعم (٣).

وهذا الحديثُ فيه غرابةٌ ونكارةٌ شديدة، وابنُ لَهِيعَة ضعيف.

وقد قال أبو محمد عبدُ الله بن عبد الرحمن الدَّارمي: حدَّثنا مسلم بن إبراهيم، حدَّثنا سعدُ بن زيد، أخو حمَّاد بن زيد، عن علي بن الحكم البناني، عن أبي الحسن، عن عمرو بن مرَّة - وكانت له صحبة - قال: جاءَ الحَكَمُ بن أبي العاص يستأذنُ النبيَّ ، فعرفَ كلامَه، فقال: "ائذنُوا له، حيَّة - أو ولد حيَّة - عليه لعنة الله، وعلى مَنْ يخرجُ من صُلْبه إلا المؤمنينَ، وقليلٌ ما هم، لَيُتْرَفُونَ في الدُّنيا ويُوضعونَ في الآخرة، ذوو مكر وخديعة، يُعطون في الدنيا ومالهم في الآخرة من خَلَاق" (٤). قال الدارمي: أبو الحسن هذا حمصيٌّ.

وقال نُعيم بن حمَّاد في "الفتن والملاحم": حدَّثنا عبد الله بن مروان بن الحكم، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعد، أن مروان بن الحكم لما وُلدَ دُفعَ إلى النبيِّ ليدعوَ له، فأَبى أن يفعل، ثم قال: "ابنُ الزَّرْقاء، هَلاكُ أُمَّتي على يَدَيْه ويدي ذريَّته". وهذا حديث مرسل.


(١) رواه البيهقي في الدلائل (٦/ ٥٠٧).
(٢) رواه أحمد في المسند (٣/ ٨٠) وهو حديث ضعيف لضعف عطية العوفي، ومعنى: دُولًا: جمع دُولة؛ أي: ما يُتداول من المال، فيكون لقوم دون قوم.
(٣) رواه البيهقي في الدلائل (٦/ ٥٠٧ - ٥٠٨).
(٤) ذكره الهيثمي في المجمع بنحوه (٥/ ٢٤٣) وفي إسناده ضعف.