للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي "صحيح مسلم" (١) عن سلمة أنه بايع ثلاث مرّات؛ في أوائل الناس ووسطهم وأواخرهم.

وفي "صحيح مسلم" (٢) عن معقل بن يسار، أنه كان آخذًا بأغصان الشجرة عن وجه رسول اللّه وهو يبايع الناس. وكان أول من بايع رسول الله يومئذ أبو سِنَان، وهو وهب بن محصن، أخو عُكَاشة بن مِحْصَن، وقيل: سِنَان بن أبي سِنَان.

وقال البخاريّ (٣): ثنا شجاع بن الوليد، سمع النضر بن محمد، ثنا صَخْرُ بن الربيع، عن نافع قال: إن الناس يتحدَّثون أن ابن عمر أسلم قبل عمر، وليس كذلك، ولكن عمر يوم الحُديبية أرسل عبد الله إلى فرس له، عند رجل من الأنصار، أن يأتي به ليقاتل عليه، ورسول اللّه يبايع عند الشجرة، وعمر لا يَدْري بذلك، فبايعه عبد الله، [ثم ذهب إلى الفَرَس، فجاء به إلى عمر، وعمر يَستلئمُ للقتال، فأخبره أن رسول الله يبايع تحت الشجرة] (٤). قال: فانطلق فذهب معه حتى بايع رسول الله ، وهي التي يتحدَّث (٥) الناس أن ابن عمر أسلم قبل عمر.

وقال هشام بن عمَّار: ثنا الوليد بن مسلم، ثنا عمر بن محمد العُمَريّ، أخبرني نافع، عن ابن عمر أن الناس كانوا مع النبي يوم الحُديبية تفرَّقوا في ظلال الشجر، فإذا الناس مُحْدقُون بالنَّبِيّ ، فقال: يا عبد الله، انظر ما شأن الناس قد أحدقوا برسول الله ؟ فوجدهم يبايعون، فبايع ثم رجع إلى عمر، فخرج فيايع. تفرَّد به البخاريّ (٦) من هذين الوجهين.

* * *

ذكر (٧) سياق البخاريّ لعُمْرَة الحُديبية

قال في كتاب المغازي (٨): ثنا عبد الله بن محمد، ثنا سفيان، سمعت الزَّهريّ حين حدّث هذا الحديث، حفظت بعضه، وثبَّتني مَعْمَر، عن عُرْوَة بن الزُّبير، عن المِسْوَر بن مَخْرَمة ومَرْوَان بن الحَكم، يزيد أحدهما على صاحبه، قالا: خرج النبيّ عام الحُديبية في بضع عشرة مئة من أصحابه،


(١) رواه مسلم رقم (١٨٠٧).
(٢) رواه مسلم رقم (١٨٥٧).
(٣) رواه البخاري رقم (٤١٨٦).
(٤) ما بين القوسين سقط من (ط).
(٥) في (ط): "تحدث".
(٦) في "صحيحه" رقم (٤١٨٧) تعليقًا.
(٧) لفظ "ذكر" لم يرد في (ط).
(٨) انظر "صحيح البخاري" رقم (٤١٧٨) و (٤١٧٩).