للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبَّحه الله. ثم تغلَّب على [أمرهم وأظهر فيهم القرامطة، فاستجابوا له والتفُّوا عليه، فتأمَّر عليهم، وصار هو] (١) المشار إليه فيهم. وأصله من بلدة هناك يقال لها: جَنَّابة، وسيأتي ما يكون من أمره وأمر أصحابه.

قال ابن الجوزي في "المنتظم" (٢): ومن عجائب ما وقع من الحوادث في هذه السنة، ثم روى بسنده أنَّ امرأةً جاءت إلى قاضي الرَّيّ، فادَّعَتْ على زوجها بصَداقها خمسمئة دينار، فأنكره، فجاءت ببيِّنةٍ تشهد لها به، فقالوا: نريد أن تسفرَ لنا عن وجهها حتَّى يعلم أنها الزوجة أم لا، فلمَّا صمَّموا على ذلك، قال الزوج: لا تفعلوا، هي صادقة فيما تدَّعيه؛ فأقرَّ بما ادَّعت؛ ليصون زوجته عن النظر إلى وجهها. فقالت المرأة: وإذ قد أراد ذلك، فهو في حلٍّ من صداقي عليه في الدنيا والآخرة.

[وممن توفي فيها من الأعيان والمشاهير]

أحمد بن عيسى، أبو سعيد الخَرَّاز، فيما ذكره شيخنا الذَّهبيّ (٣).

وقد أرَّخه ابنُ الجوزي (٤) في سنة سبع وسبعين ومئتين، فاللّه أعلم.

إسحاق بن محمد بن أحمد بن أبان (٥): أبو يعقوب النّخعي الأحمر، وإليه تنسب الطائفة "الإسحاقية" من الشيعة. وقد ذكر ابنُ النّوبَخْتِيّ (٦) والخطيبُ وابنُ الجوزي: أن هذا الرجل كان يعتقد إلهية علي بن أبي طالب، وأنه انتقل إلى الحسن ثم إلى الحسين، وأنه كان يظهر في كل وقت، وقد اتبعه على هذا الكفر خلْقٌ من الحمير، قبَّحه الله وقبَّحهم.

وإنَّما قيل له: الأحمر لأنه كان أبرص، فكان يطلي برصه بما يغيِّر لونه، وقد أورد له النوبَخْتي أقوالًا عظيمة في الكفر؛ لعنه الله. وقد روى شيئًا من الحكايات والملح عن المازني وطبقته، ومثل هذا أقلُّ وأذلُّ أن يُروى عنه.


(١) ما بين قوسين لم يرد في آ.
(٢) المنتظم (٦/ ١٨).
(٣) تاريخ الإسلام (وفيات ٢٨٦ هـ) وسير أعلام النبلاء (١٣/ ٤١٩)، والعبر (٢/ ٧٧)، وتاريخ بغداد (٤/ ٢٧٦)، وحلية الأولياء (١٠/ ٢٤٦)، ومختصر تاريخ ابن عساكر (٣/ ٢٠٤).
وأبو سعيد هذا كان شيخ الصوفية، وهو أول من تكلم في علم الفناء والبقاء. صحب سريًا السقطي، وذا النون المصري وغيرهما.
(٤) المنتظم (٥/ ١٠٥).
(٥) تاريخ بغداد (٦/ ٣٧٨)، المنتظم (٦/ ١٩)، ميزان الاعتدال (١/ ٩٢ و ٩٣)، ولسان الميزان (١/ ٣٧٠).
(٦) هو الحسن بن موسى، كانت تدعيه المعتزلة والشيعة. له: فرق الشيعة، والآراء والديانة. توفي سنة ٣١٠ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>