للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقام في الملك بعده ولده بُوسَعيد (١) وله إحدى عشرة سنة، ومدبر الجيوش والممالك له الأمير جُوبان، واستمرَّ في الوزارة علي شاه التبريزي، وأخذ أهل دولته بالمصادرة وقتل الأعيان ممن اتَّهمهم بقتل أبيه مسمومًا، وتعب (٢) كثيرٌ من النّاس به في أوّل دولته ثم عَدَل إلى العدْل وإقامة السُّنَّة، فأمر بإقامة الخطبة بالتَّرضِّي عن الشيخين أولًا، ثُمَّ عُثْمان ثم علي ، ففرح النَّاسُ بذلك وسكَنَتْ بذلك الفتَنُ والشُّرور والقتال الذي كان بين أهل تلك البلاد وبهَراةَ وأَصْبَهان وبغداد وإربل وسَاوَة وغير ذلك. وكان صاحبُ مكة الأميرُ خميصةُ بن أبي نُميّ الحسني، قد قصدَ ملك التَّتر خرْبَنْدَا لينصرَه على أهل مكّة، فساعده الرَّوافض هناك وجهَّزُوا معه جيشًا كثيفًا من خراسان، فلمَّا مات خَرْبَنْدَا بطَلَ ذلك بالكلِّية، وعاد خُمَيْصَةُ خالْبًا خاسئًا، وفي صحبته أميرٌ من كبار الرَّوافض من التَّتر يقال له الذُلْقَنْدقي، وقد جمع لخُمَيْصَةَ أموالًا كثيرة ليقيم بها الرَّفض في بلاد الحجاز، فوقع بهما الأمير محمَّدُ بن عيسى أخو مهنّا، وقد كان مهنَّا (٣) في بلاد التَّتر أيضًا ومعه جماعةٌ من العرب فكسرهما (٤) ومن كان معهما، ونهبَ ما كان معهما من الأموال، وتفرَّق (٥) الرجال.

وبلغت أخبارُ ذلك إلى الدَّولة الإسلامية، فرضيَ عنه الملك النَّاصر وأهل دولته، وغَسَلَ ذلك ذنبَه عندَهُ، فاستدعى به السُّلطان إلى حضرته فحضر سامعًا مطيعًا، فأكرمه نائب الشام، فلمَّا وصل إلى السُّلطان (٦) أكرمه أيضًا، ثم إنَّه استُفْتِيَ الشَّيخُ تقي الدين بن تيمية، [وكذلك أرسل إليه السُّلطان يسأله (٧) في الأموال التي أُخذت من الدُّلْقَنْدِي، فأفتاهم أنَّها تُصرف في المصالح التي يعود نفعُها على المسلمين، لأنَّها كانت معدَّة لعناد الحق ونُصرة أهل البدعة على السنَّة.

وممَّن توفي فيها من الأعيان:

عز الدين المبشر (٨).

والشهاب الكاشغري شيخ الشيوخ (٩).


(١) في ط و أ: أبو سعيد. وأثبتنا ما في الدرر (١/ ٥٠١) والنجوم (٩/ ٣٣).
(٢) في ط: ولعب. وهو تصحيف.
(٣) ليست في ط.
(٤) في ط: فقهرهما.
(٥) في ط: وحضرت.
(٦) في ب: فلما استقر عند السلطان.
(٧) ليست في ب وهو الأصوب.
(٨) ترجمته في الدرر الكامنة (١/ ٢٨٧) وفيه: أحمد بن محمد بن علي بن يوسف بن ميسر عز الدين المصري.
(٩) ترجمته في الدرر الكامنة (٣/ ٤٩٩) والدارس (٢/ ١٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>