للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَدك. فدعَا إلى نفسِه في سنةِ سبع وثمانين، ولم يزلْ أمرُهُ يتزايدُ حتى تُوفِّي في هذه السنة، وقيل في التي قَبْلها، وقيل في التي بعدَها، عن ثلاثٍ وستينَ سنة؛ وكان من أحسنِ الناسِ شَكْلًا، فأوصى بالأمرِ من بعدِهِ لولَدِهِ إبراهيم، فما أُبْرمَ الأمرُ إلَّا لوَلَدِهِ السفَّاح، فاستلبَ من بني أمية الأمرَ في سنةِ ثنتين وثلاثين كما سيأتي تفصيلُ ذلك.

وأمَّا: يحيى بن زَيْد (١) بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فإنّهُ لمَا قُتل أبوهُ زَيْد في إحدى وعشرين ومئة لم يزَلْ يحيى مُختفيًا في خُراسان عند الحَريشِ بنِ عمرو بن داود بِبَلْخ، حتى مات هشام، فكتب عند ذلك يوسف بن عمر إلى نَصْر بن سيَّار يُخبرُه بأمرِ يحيى بن زيد، فكتب نصرٌ بن سيار إلى نائبِ بَلْخٍ مع عقيل بن معقل العِجْلي، فأحضر الحريش، فعاقبه ست مئةِ سوْط، فلم يَدُلَّ عليه، وجاء ولَدُ الحريش، فدلَّهم عليه، فحُبس، فكَتبَ نصرُ بن سيار إلى يوسفَ بذلك، فبعث يوسفُ إلى الوليد بن يَزيد يُخبرُهُ بذلك، فكتب الوليد إلى نصرِ بنِ سيَّار يأمرُه بأمانهِ وإطلاقِهِ من السِّجن، صُحْبةَ أصحابِه وتَجهيزهِم إليه، فأطلقهم وأطلق لهم وجهَّزَهم، فساروا إلى دمشق، فلمّا كانوا ببعض الطريق توهَّمَ نصرٌ منه غَدْرًا، فبعث إليه جيشًا فيه عشرة آلاف، فكسَرَهم يحيى بن زيد، وإنما معه سبعون رجلًا، وقتل أميرَهم، واستلَبَ عنهم أَموالًا كثرِة؛ ثم جاءَهُ جيشٌ آخر، فقتلوه واحتزُّوا رأسَه، وقتلوا جميعَ أصحابهِ .

[ثم دخلت سنة ست وعشرين ومئة]

فيها كان مَقْتلُ الوليدِ بنِ يزيد بن عبد الملك وهذه ترجمته (٢):

هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن العاص بن أمية بن عبد شمس، أبو العباس الأموي الدِّمَشْقي، أمير المؤمنين، بُويع لهُ بالخلافة بعدَ عمِّهِ هشام بن عبد الملك في السنة الخالية بعهدٍ من أبيه كما قدَّمْنا، وأمُّه أُّم الحجّاج بنتُ محمد بن يوسف الثقفي، وكان مولدُهُ سنةَ تسعين، وقيل ثنتين وتسعين، وقيل سبع وثمانين. وقتل يومَ الخميس لليلَتيْنِ بقيتا من جُمَادى الآخرة، سنةَ ستٍّ وعِشرين ومئة، ووقعَتْ بسَببِ ذلك فتنةٌ عظيمةٌ بين الناسِ بسببِ قَتْله وهو خليفة، وإنما قُتل لفِسْقِه، وقيل وزَنْدَقتِه، وقد قال الإمام أحمد: حدثنا أبو المغيرة، حدّثنا ابنُ عياش حدّثني الأوزاعي وغيرُه، عن


(١) تحرف في الأصوله إلى "يحيى بن يزيد"، والمثبت عن مصادر ترجمته وهي: تاريخ الطبري (٤/ ١٣٥)، البداء والتاريخ (٦/ ٥٢)، الكامل في التاريخ لابن الأثير (٤/ ٤٧١)، وفيات الأعيان (٥/ ١٢٣)، المنتظم (٧/ ٢٤٣).
(٢) انظر مصادر ترجمته في حاشية (١) ص (٢١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>