للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي حَبيبٍ، عن سالمِ بنِ أبي سَالِم، عن مُعَاويةَ بْنِ مُعتِّب (١) الْهُذليِّ، عن أبي هُريرة: أنّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: سَألتُ رَسُولَ اللهِ : ماذَا رَدَّ إلَيْكَ رَبُّكَ في الشَّفَاعَةِ؟ فقال: "وَالّذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَقَدْ ظَنَنْتُ أنَّك أوَّلُ منْ يَسْأَلني عَنْ ذَلِكَ منْ أُمَّتي، لِمَا رَأَيْتُ منْ حِرْصِكَ على العِلْمِ، وَالّذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بِيَدِهِ لَمَا يُهِمُّني من انقصافهم (٢) على أبوابِ الْجَنَّةِ أهمُّ عِنْدي منْ تَمَامِ شَفَاعَتي، وشَفَاعَتي لِمَنْ شَهِدَ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ مُخلصًا يُصدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ، وَلسَانُهُ قَلْبَهُ".

تفرد به أحمد من هذا الوجه (٣).

[طريق أخرى]

قال أحمد: قرأتُ على عَبْدِ الرَّحْمَنِ: عن مالك. وحدثنا إسحاق، حدّثنا مالك، عن أبي الزناد، عنِ الأعْرَجِ، عن أبي هُرَيرة: أنَّ رَسُولَ اللهِ ، قال: "لِكُلّ نَبيٍّ دَعْوةٌ [يَدْعُو بِهَا]، وَأُرِيدُ أنْ أخْتَبِئَ دَعْوَتي شَفَاعَةً لأُمَّتي في الآخِرَةِ" قال إسحاق: "فأرَدْتُ أنْ أخْتَبِئَ … ".

وقد رواه البخاري من حديث مالك، به (٤).

[طريق أخرى]

قال مسلم: حدّثني حَرْمَلةُ بنُ يَحْيَى، أخبرنا ابْنُ وَهْبٍ، حدّثني يونُس، عن ابن شِهَابٍ، أنَّ عَمْرَو بنَ أبي سُفْيَان بنِ أَسيدٍ (٥) بنِ جَارِيَة (٦) الثَّقفيّ، أخبَرَهُ: أنَّ أبَا هُرَيْرَةَ قال لِكَعْب الأحْبَارِ: إنَّ رَسُولَ اللهِ قال: "لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوةٌ يَدْعُوها، فأنا أُريدُ إنْ شاءَ الله تعالى أنْ أخْتَبئَ دَعْوتي شَفَاعةً لأُمَّتي يَوْمَ القيامةِ" فقال كَعْب لأبي هُرَيْرَةَ: أنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ ؟ قال أبو هُرَيْرَةَ: نَعَمْ. تفرَّد به مسلم (٧).


(١) في (آ): مغيث.
(٢) في الأصل: انقصامهم وانعصافهم، وقصفة القوم: تدافعهم وازدحامهم.
(٣) رواه أحمد في المسند (٢/ ٣٠٧) وهو حديث حسن، دون قوله: "والذي نفس محمد بيده لما يُهمني … من تمام شفاعتي".
(٤) رواه أحمد في المسند (٢/ ٤٨٦) والبخاري رقم (٦٣٠٤).
(٥) في (آ): سفيان بن أبى أسيد، وهو خطأ.
(٦) في الأصول: حارثة.
(٧) رواه مسلم رقم (١٩٨) (٣٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>