للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رجب تسلم نواب السلطان مصياف (١) من الإسماعيلية، وهرب (٢) منها أميرهم الصارم مبارك بن الرضى، فتحيل عليه صاحب حماة حتى أسره وأرسله إلى السلطان فحبسه في بعض الأبرجة في القاهرة.

وفيها: أرسل السلطان الدرابزينات إلى الحجرة النبوية، وأمر أن تقام حول القبر صيانة له، وعمل لها أبوابًا تُفتح وتُغلق من الديار المصرية، فركَّب ذلك عليها.

وفيها: استفاضت الأخبارُ بقصد الفرنج بلاد الشام، فجهّز السلطان العساكر لقتالهم، وهو مع ذلك مهتم بالإسكندرية خوفًا عليها، وقد حَصَّنها وعمل جسوره إليها إن دهمها العدو، وأمر بقتل الكلاب منها.

وفيها: انقرضت دولة بني عبد المؤمن من بلاد المغرب، وكان آخرهم إدريس بن عبد الله بن محمد بن يوسف صاحب مراكش، قتله بنو مرين في هذه السنة.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

الصاحب زين الدين (٣) يعقوب بن عبد الرفيع (٤) بن زيد بن مالك المصري المعروف بابن الزبيري (٥).

كان فاضلًا رئيسًا، وَزَرَ للملك المظفر قطز ثم للظاهر بيبرس في أول دولته، ثم عزله وولى بهاء الدين بن الحنا (٦)، فلزم منزله حتى أدركته منيته في الرابع عشر من ربيع الآخر من هذه السنة، وله نظم جيد (٧).

الشيخ موفق الدين (٨) أحمد بن القاسم بن خليفة الخزرجي الطبيب، المعروف (٩) بابن أبي أُصَيْبِعَة، له "تاريخ الأطباء" (١٠) في عشر مجلدات لطاف، وهو وقف بمشهد ابن عروة


(١) أ: مصيات، وفي ب: مصياب. وقال ياقوت في معجم البلدان (٥/ ٤٤): مصياب حصن حصين مشهور للإسماعيلية بالساحل الشامي قرب طرابلس وبعضهم يقول مصياف. وقال النابلسي في رحلته الكبرى في اليوم الثالث عشر: مصياف ويقال مصياط.
(٢) فهرب.
(٣) ترجمة - الرفيع - في ذيل مرآة الزمان (٢/ ٤٤١ - ٤٤٢) وتاريخ الإسلام (١٥/ ١٦٢).
(٤) في ط: عبد الله الرفيع.
(٥) أ: المعروف بابن الزين؛ وهو تحريف وفي ب: بابن الزبير.
(٦) سترد ترجمة ابن الحنا في وفيات سنة ٦٧٧ من هذا الجزء إن شاء الله تعالى.
(٧) أورد اليونيني نموذجًا منه. في ذيله (٢/ ٤٤٢).
(٨) ترجمة - ابن أبي أصيبعة - في ذيل مرآة الزمان (٢/ ٤٣٧) والنجوم الزاهرة (٢٢٩) والدارس (٢/ ١٣٦ - ١٣٧) والشذرات (٧/ ٥٦٩) ومعجم المؤلفين (٢/ ٤٨).
(٩) أ: عرف.
(١٠) اسمه "عيون الأنباء في طبقات الأطباء"، وطبع في مجلدين كبيرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>