للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الواقدي وابن جرير (١) وغير واحدٍ، وقيل عن خمس وستين وقيل عن ثمان وستين سنة . وكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر. فلما مات علي استدعى الحسن بابن ملجم فقال له ابن ملجم (٢): إني أعرض عليك خصلة قال: وما هي؟ قال: إني كنت عاهدت الله عند الحطيم أن أقتل عليًا ومعاوية أو أموت دونهما، فإن خليتني ذهبت إلى معاوية على أني إن لم أقتله أو قتلته وبقيت فلله عليَّ أن أرجع إليك حتى أضع يدي في يدك [إن أردت أن تقتل وإن أردت أن تعفو] فقال له الحسن: كلا والله حتى تعاين النار، ثم قدمه فقتله ثم أخذه الناس فأدرجوه في بواري ثم أحرقوه بالنار (٣).

وقد قيل إن عبد الله بن جعفر قطع يديه ورجليه وكحلت عيناه وهو مع ذلك يقرأ سورة: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ﴾ إلى آخرها ثم جاؤوا ليقطعوا لسانه فجزع وقال: إني أخشى أن تمر عليَّ ساعة لا أذكر الله فيها ثم قطعوا لسانه ثم قتلوه ثم حرقوه في قوصرة (٤) والله أعلم.

وروى ابن جرير قال: حدَّثني الحارث حدَّثنا ابن سعد عن محمد بن عمر قال: ضرب علي يوم الجمعة فمكث يوم الجمعة، وليلة السبت وتوفي ليلة الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من رمضان سنة اْربعين عن ثلاث وستين سنة.

قال الواقدي (٥): وهو الثبت عندنا والله أعلم بالصواب.

[[فصل في] ذكر زوجاته وبنيه وبناته ]

قال الإمام أحمد (٦): حدَّثنا حجاج، حدَّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي قال: لما ولد الحسن جاء رسول الله فقال: "أروني ابني، ما سمَّيتموه؟ " فقلت: سميته حربًا، فقال: "بل هو حسن" فلما ولد الحسين قال: "أروني ابني، ما سمَّيتموه؟ " فقلت: سميته حربًا قال: "بل هو حسين" فلما ولد الثالث جاء النبي فقال: "أروني ابني ما سميتموه؟ " فقلت حربًا فقال: "بل هو مُحسِّن" ثم قال: "إني سميتهم باسم ولد هارون شبَّر وشبير ومُشبِّر".

وقد رواه محمد بن سعد (٧) عن يحيى بن عيسى التميمي (٨)، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد


(١) تاريخ الطبري (٥/ ١٥١).
(٢) في أ: فلما مات علي استدعى الحسن بن علي بابن ملجم، فلما وقف بين يديه قال.
(٣) في هامش أ: مطلب قتل الحسن بن أمير المؤمنين علي قاتل أبيه ابن ملجم.
(٤) القَوْصرة والقَوْصَرَّة: مخفف ومُثَقل؛ وعاء من قصب يرفع فيه التمر من البواري. اللسان (قصر).
(٥) الطبقات الكبرى (٣/ ٣٨) وتاريخ الطبري (٥/ ١٥٢).
(٦) مسند الإمام أحمد (١/ ١١٨) وإسناده ضعيف، لجهالة هانئ بن هانئ، كما في "تحرير التقريب".
(٧) لم أجده في الطبقات وهو بتمامه في سير أعلام النبلاء (٣/ ٢٤٧).
(٨) في ط: التيمي؛ خطأ.