وفيها بعث السفَّاحُ موسى بن كعب إلى منصور بن جُمهور وهو بالهند في اثني عشر ألفًا، فالتقاهُ موسى بن كعب وهو في ثلاثةِ آلاف، فهزَمَهُ واستباحَ عسكرَه.
وفيها مات عامل اليمن محمد بن يزيد بن عبد الله بن عبد الدار، فاستخلف السفاحُ عليها عمَّه، وهو خالُ الخليفة.
وفيها تحوَّلَ السفاحُ من الحِيرة إلى الأنبار. وحجَّ بالناس نائبُ الكوفة عيسى بن موسى، ونوَّابُ الأقاليم هم هم.
[وفيها توفي من الأعيان]
أبو هارون العَندي.
وعُمارة بن جُوين.
ويزيد بن جابر الدمشقي. والله أعلم.
[ثم دخلت سنة خمس وثلاثين ومئة]
فيها خرج زياد بن صالح من وراءِ نَهرِ بَلْخ على أبي مسلم فأظفَرهُ اللَّه بهم، فبدَّد شملَهم، واستأصل خضراءهم، واستقرَّ أمرُه بتلك النواحي، وحج بالناس فيها سليمان بن علي نائبُ البَصْرة، والنوَّاب همُ المذكورون قبلَها.
وممن تُوفِّي فيها من الأعيان:
يزيدُ بن سِنان،
وأبو عَقِيل زهرةُ بن مَعْبَد،
وعطاء الخراساني.
[ثم دخلت سنة ست وثلاثين ومئة]
فيها قدم أبو مسلم من خُراسان على السفَّاح بالعراق، وذلك بعد استئذانه الخليفةَ في القُدومِ عليه، فكتب إليه أنْ يقدَمَ في خمسِ مئةٍ من الجند، فكتب إليه: إني قد وَتَرْتُ الناس، وإني أخشى من قِلَّةِ الخمس مئة، فكتبَ إليه أن يقدَمَ في ألف، فقدِمَ في ثمانيةِ آلاف، فرَّقهم وأخذ معه من الأموال والتُّحَفِ والهدايا شيئًا كثيرًا. ولما قدم لم يكنْ معَهُ سوى ألفٍ من الجُند، فتلقَّاه القوَّادُ والأمراء إلى مسافةٍ بعيدة،