للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[رواية ابن عباس]

وقال أبو يعلى: حدَّثنا يحيى بن عبد الحميد، حدَّثنا أبو عوانة، عن أبي بَلْج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس قال: قال رسول الله : "لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله" فقال: "أين علي؟ " قالوا: يطحن، قال: "وما أحد منهم يرضى أن يطحن" فأتى به فدفع إليه الراية فجاء بصفية بنت حيي بن أخطب. وهذا غريب من هذا الوجه وهو مختصر من حديث طويل.

ورواه الإمام أحمد (١): عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن أبي بَلْج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس فذكره بتمامه.

فقال الإمام أحمد: عن يحيى بن حماد، حدَّثنا أبو عوانة، حدَّثنا أبو بَلْج، حدَّثنا عمرو بن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء؟ فقال: بل أقوم معكم - وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى - قال: وابتدؤوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا قال فجاء ينفض ثوبه ويقول: أف وتف، وقعوا في رجل له عشر وقعوا في رجل قال له النبي : "لأبعثن رجلًا لا يخزيه الله أبدًا يحبُّ اللهَ ورسوله" قال: فاستشرف لها منِ استشرف قال: "أين عليٌّ؟ قالوا: هو في الرحا يطحن، قال: وما كان أحدكم ليطحن" قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثًا فأعطاها إياه فجاء بصفية بنت حيي (بن أخطب) قال. ثم بعث فلانًا بسورة التوبة فبعث عليًا خلفه فأخذها منه قال: "لا يذهب بها إلا رجل منّي وأنا منه". قال وقال لبني عمه: "أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ " فأبوا (قال: وعلي معه جالس) فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة قال فتركه ثم أقبل على رجال منهم فقال: "أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ " فأبوا فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة فقال: "أنت وليِّي في الدنيا والآخرة" قال: وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة، قال: وأخذ رسول الله ثوبه فوضعه على على وفاطمة وحسن وحسين فقال: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: ٣٣]، قال: وشرى عليٌّ نَفْسَه، لبس ثوب النبي ثم نام مكانه، وقال وكان المشركون يرومون رسول الله فجاء أبو بكر وعلي نائم وأبو بكر يحسب أنه نبي الله فقال: يا نبي الله! فقال له علي: إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمونة فأدْرِكْهُ، قال: فانطلقَ أبو بكر فدخلَ معه الغارَ قال: وجعل عليٌّ يُرْمى بالحجارة كما كان يُرْمي رسول الله وهو يتضرر وقد لفَّ رأسَه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثم كشف عن رأسه فقالوا: إنك للئيم (٢) كان صاحبك نرميه فلا يتضوّر (٣) وأنت تتضوّر وقد استنكرنا ذلك، قال: وخرج - يعني رسول الله في غزوة تبوك - فقال


(١) مسند الإمام أحمد (١/ ٣٣١) رواه الحاكم بطوله (٣/ ١٣٢) وصححه، وفي إسناده ضعف بهذا السياق، ولبعض فقراته شواهد.
(٢) في ط: إنك لئيم، وما هنا عن المسند.
(٣) في ط: يتضرر، وما هنا عن أ والمسند.