للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها قتل خلق كثير يطول ذكرهم] (١).

[ثم دخلت سنة ثمان وستين]

وفيها رد عبد اللَّه أخاه مصعبًا إلى إمرة البصرة، فأتاها فأقام بها، واستخلف على الكوفة الحارث بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة المخزومي، قُباع.

[واستعمل (٢) على المدينة جابر بن الأسود الزّهريّ، وعزل عنها عبد الرحمن بن الأشعث لكونه ضرب سعيد بن المسيِّب ستين سوطًا، فإنه أراد منه أن يبايع لابن الزبير فامتنع من ذلك فضربه، فعزله ابن الزبير.

وفيها هلك ملك الروم قسطنطين بن قسطنطين ببلده] (٣).

وفيها كانت وقعة الأزارقة، وذلك أن مصعبًا كان قد عزل عن ناحية فارس المهلَّب بن أبي صفرة، وكان قاهرًا لهم وولاه الجزيرة وأذربيجان (٤)، [وكان المهلب قاهرًا للأزارقة] وولى على فارس عمر بن عبيد اللَّه بن مَعمَر، فثاروا عليه فقاتلهم عمر بن عبيد اللَّه فقهرهم وكسرهم، وكانوا مع أميرهم الزبير بن الماحوز (٥)، ففروا بين يديه إلى إصطخر فاتبعهم فقتل منهم مقتلة عظيمة، وقتلوا ابنه (٦)، ثم ظفر بهم مرة أخرى، ثم هربوا إلى بلاد أصبهان ونواحيها، فتقووا هنالك وكثر عددهم وعدتهم، ثم أقبلوا يريدون البصرة، فمروا ببعض بلاد فارس وتركوا عمر بن عبيد اللَّه بن معمر وراء ظهورهم، فلما سمع مصعب بقدومهم ركب في الناس وجعل يلوم عمر بن عبيد اللَّه بتركه هؤلاء يجتازون ببلاده، وقد ركب عمر بن عبيد اللَّه في آثارهم، فبلغ الخوارج أن مصعبًا أمامهم وعمر بن عبيد اللَّه من ورائهم، فعدلوا إلى المدائن فجعلوا يقتلون النساء والولدان، ويبقرون بطون الحبالى، ويفعلون أفعالًا لم يفعلها غيرهم (٧)، فقصدهم


= عائشة قالت صلى رسول اللَّه في خميصة له لها أعلام، فنظر إلى أعلامها نظرة، فلما سلَّم قال (اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم، فإنها ألهتني آنفًا عن صلاتي، وائتوني بأنبجانية آبى جهم بن حذيفة بن غانم من بني عدي بن كعب".
والأنبجاية: كساء من صوف لا عَلَمَ له، وهي من أدون الثياب الغليظة.
(١) ما بين معكوفين زيادة من ط.
(٢) أي عبد اللَّه بن الزُّبير.
(٣) ما بين معكوفين زيادة من ط وهي موافقة للطبري (٦/ ١١٩).
(٤) في تاريخ الطبري (٦/ ١١٩) أنه وجهه إلى الموصل ونواحيها.
(٥) في ط: ماجور، وما أثبت موافق للطبري.
(٦) سماه الطبري وابن الأثير: عبيد اللَّه بن عمر.
(٧) في ب: ويفعلون ما لا يفعله غيرهم، والخبر في تاريخ الطبري (٦/ ١٢١).