للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعادت إِلى حرمتها. وقد كان الفرنج قطعوا (١) منها قطعًا، فباعوها إِلى ملوك البحور بزنتها من الذهب (٢)، فتعذّر استعادة ما نقص (٣) منها وذهب.

وقبض (٤) من الفرنج ما كانوا بذلوه عن أنفسهم من الأموال، وأطلق السلطان خلقًا منهم من بنات الملوك بمن معهن من النساء والصبيان والرجال، ووقعت المسامحة في كثير منهم، وشفع في أناس كثير، فعُفي عنهم، وفرّق السلطان جميع ما قبض منهم من الذهب في العسكر، ولم يدع (٥) منه شيئًا مما يُقْتَنى ويُدَّخَر. وكان حليمًا (٦) كريمًا شجاعًا مقدامًا رحيمًا. أسأل اللّه تعالى أن يجدّد رحمته علية، وأن يُقبل بوجهه الكريم إِليه.

ذكر أول جمعة أُقيمت ببيت المقدس بعد فتحه في الدولة الصلاحيّة

لما نُزّه (٧) البيت المقدّس عما كان فيه من الصلبان والنواقيس، والرهبان والخنازير والقساقيس (٨)، وجاء أهل الإيمان، ونودي بالأذان، وهرب الشيطان، وقرئ القرآن، [ووُحِّد الرحمن] (٩)، [وطُهّر المكان] (١٠)، فكان أول جمعه (١١) أقيمت فيه في اليوم الرابع من شعبان، بعد يوم الفتح بثمان، فنصب المنبر، إِلى جانب المحراب المطهّر. وبسطت البسط الرفيعة، في تلك العراص الوسيعة، وعُلّقت القناديل، وتُلي التنزيل، عوضًا عما كان يُقرأُ من التحريف في الإنجيل، وجاء الحق وبطلت (١٢) تلك (١٣) الأباطيل، وصفِّفت (١٤) السجادات، وأُطيلت (١٥) السجدات، وتنوعت العبادات، وارتفعت (١٦)


(١) ط: قلعوا.
(٢) ط: فباعوها من أهل البحور الجوانية بزنتها ذهبًا.
(٣) ب، ط: ما قطع منها.
(٤) ط: ثم قبض.
(٥) ط: ولم يأخذ.
(٦) أ: عليمًا.
(٧) ط: لما تطهر بيت المقدس مما كان فيه.
(٨) ب، ط: والقساقس.
(٩) عن ط وحدها.
(١٠) ليس في ط.
(١١) أ: فكان إِقامة أول جمعة، ب: فكان أول إِقامة جمعة.
(١٢) ب: وبطل.
(١٣) عن أ وحدها.
(١٤) ط: وصفت.
(١٥) ط: وكثرت.
(١٦) أ: وادعت، ب: وأودعت.

<<  <  ج: ص:  >  >>