للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عمر يرمي جمرةَ العقبة على دابته يوم النحر، وكان لا يأتي سائرها بعد ذلك إلا ماشيًا. وزعم أن النبي كان لا يأتيها إلا ماشيًا ذاهبًا وراجعًا. ورواه أبو داود (١) عن القَعْنبي عن عبد اللَّه العمري به.

[فصل]

قال جابر: ثمَّ انصرفَ إلى المَنْحر، فَنَحَر ثلاثًا وستَين بيده، ثم أعْطَى عَليًا فنحر ما غَبَرَ وأشْرَكَهُ في هَدْيه، ثم أمَرَ من كُل بَدَنةٍ ببضعةٍ، فجُعلتْ في قِدْرٍ، فطُبختْ، فأكلا من لحمها وشربا من مَرَقِها. وسنتكلم على هذا الحديث.

وقال الإمام أحمد (٢) بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن حُميد الأعْرَج، عن محمد بن إبراهيم التَّيْمي، عن عبد الرحمن بن معاذ، عن رجل من أصحاب النبي . قال: خطبَ النبيُّ الناس (٣) بمنًى، ونزّلهم منازلهم، فقال: لينزلِ المُهاجرون هاهنا وأشار إلى ميمنة القبلة، والأنصار هاهنا. وأشار إلى ميسرة القبلة. ثم لينزلِ الناسُ حولَهم. قال: وعلَّمَهم مناسِكَهُم؛ ففُتِحَتْ أسماعُ أهل منى، حتى سَمِعوه في منازلهم. قال فسمعتُه يقولُ: ارموا الجمرةَ بمثل حصَى الخَذْفِ. وكذا رواه أبو داود (٤) عن أحمد بن حنبل، إلى قوله: ثم لينزلِ الناسُ حَوْلَهُمْ.

وقد رواه الإمام أحمد (٥)، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، وأبو داود، عن مُسَدَّدٍ، عن عبد الوارث، وابن ماجه من حديث ابن المبارك، عن عبد الوارث، عن حميد بن قيس الأعرج، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن مُعاذٍ التَّيْمي. قال: خَطَبنا رسولُ اللَّه ونحن بمنى، ففُتِحَتْ أسْماعُنا حتّى كأنا (٦) نسْمَعُ ما يقول. . . الحديث. ذكر جابر بن عبد اللَّه أنَّ رسولَ اللَّه أشركَ عليَّ بن أبي طالب في الهَدْي، وأن جماعةَ الهَدْيِ الذي قدم به عليٌّ منَ اليَمَنِ والذي جاءَ به رسولُ اللَّه مئة من الإبل، وأن رسول اللَّه نحر بيده الكريمة ثلاثًا وستّين بَدَنة.

قال ابن حبان وغيره (٧): وذلك مناسب لعُمُرِه فإنّه كان ثلاثًا وستّين سنة.


(١) أبو داود (١٩٦٩)، وهو حديث حسن برواية الترمذيّ رقم (٩٠٠).
(٢) مسند الإمام أحمد (٤/ ٦١) و (٥/ ٣٧٤) (٢٣٢٢٥)، وهو حديث صحيح.
(٣) ليس اللفظ في ط.
(٤) أبو داود (١٩٥١)، وهو حديث صحيح.
(٥) مسند الإمام أحمد (٤/ ٦١). (٥/ ٣٧٤) (٢٣٢٢٦) وأبو داود رقم (١٩٥٧) والنسائي رقم (٢٩٩٦)، وليس عند ابن ماجه، وانظر (جامع المسانيد) للمصنف (٨/ ٤٥٠)، وهو حديث صحيح.
(٦) ط: (كأنَّ) والأصحُّ ما ورد في سنن أبي داود، وسنن النسائي: (كنا).
(٧) الإحسان (٩/ ٢٥٢).