للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر أنه ذبح شاة ببلدهم فوجد لحمها مُرًّا حتى رأسها وأكارعها.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

بعد الخليفة الظاهر كما تقدم:

الجمال المصري (١) يونس بن بَدْران بن فَيْروز جمال الدين المصري، قاضي القضاة [بدمشق] في هذا الحين.

اشتغل وحصل وبرع، واختصر كتاب "الأم" للإمام الشافعي، وله "كتاب مطول في الفرائض"، وولي تدريس الأمينية بعد التقي صالح الضرير (٢) الذي قتل نفسه، ولّاه إِياه الوزير صفي الدين بن شكر، وكان معتنيًا بامره ثم ولي وكالة بيت المال بدمشق [، وترسل إلى الملوك والخلفاء عن صاحب دمشق، ثم ولاه المعظم قضاء القضاة بدمشق] (٣) بعد عزله الزكي ابن الزكي، وولاه تدريس العادلية الكبيرة، حين كمل بناؤها، فكان أول من درس بها وحضر (٤) الأعيان كما ذكرنا. وكان يقول أولًا درسًا في التفسير حتى أكمل التفسير إِلى آخره، ويقول درس الفقه بعد التفسير، [ثم توفي عقب ذلك] وكان يعتمد في أمر إِثبات السجلات اعتمادًا حسنًا، وهو أنه كان يجلس في كل يوم جمعة بكرة ويوم الثلاثاء ويستحضر عنده في إِيوان العادلية جميع شهود البلد، ومن كان له كتاب يثبته حضر واستدعى شهوده فأدوا على الحاكم وثبت ذلك سريعًا، وكان يجلس كل يوم جمعة بعد العصر إِلى الشباك الكمال بمشهد عثمان فيحكم حتى يصلي المغرب، وربما مكث حتى يصلي العشاء أيضًا، وكان كثير المذاكرة للعلم كثير الاشتغال حسن الطريقة، لم ينقم عليه أنه أخذ شيئًا لأحد.

قال أبو شامة (٥): وإِنما كان ينقم عليه أنه كان يشير على بعض الورثة بمصالحة بيت المال، وأنه استناب ولده التاج محمدًا ولم يكن مَرضيَّ الطريقة، وأما هو فكان عفيفًا في نفسه نزهًا مهيبًا.

قال أبو شامة (٦): وكان يدَّعي أنه قرشي شيبي فتكلَّم الناس فيه بسبب ذلك، وتولَّى القضاء بعده شمس الدين أحمد بن الخليل الخوييّ (٧).


(١) ترجمة - الجمال المصري - في مرآة الزمان (٨/ ٤٢٤) وتكملة المنذري (٣/ ١٧٣ - ١٧٤) وذيل الروضتين (١٤٨) وتاريخ الإسلام (١٣/ ٧٥٦) وسير أعلام النبلاء (٢٢/ ٢٥٧ - ٢٥٨) وطبقات الإسنوي (٢/ ٤٤٧ - ٤٤٨) وطبقات السبكي (٨/ ٣٦٣) والدارس (١/ ١٨٦) وحسن المحاضرة (١/ ١٩١) وشذرات الذهب (٧/ ١٩٧).
(٢) أ، ب: بعد التقي الضرير.
(٣) ليس ما بين الحاصرتين في أ.
(٤) ب: وحصر عنده الأعيان.
(٥) ذيل الروضتين (١٤٨).
(٦) ذيل الروضتين (١٤٨).
(٧) سترد ترجمة الخليل الخويي في وفيات سنة ٦٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>