للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ [العنكبوت: ٣٩، ٤٠].

فالذي خسف اللّه به الأرض قارون - كما تقدّم - والذي أغرق فرعون وهامان وجنودَهما أنّهم كانوا خاطئين.

وقد قال الإمام أحمد (١): حَدَّثَنَا أبو عبد الرحمن، حَدَّثَنَا سعيد، حَدَّثَنَا كعب بن علقمة، عن عيسى ابن هلال الصَّدَفي (٢)، عن عبد اللّه بن عمرو، عن النبي أنّه ذكر الصلاة يومًا فقال: "مَنْ حَافَظَ عَلَيْها كانَتْ لَهُ نُوْرًا وبُرْهَانًا ونجاةً يومَ القِيامة، ومَنْ لَم يُحَافِظْ عَلَيْها لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ وَلَا بُرْهانٌ ولا نَجَاةٌ، وكانَ يَوْمَ القيامةِ مَعَ قَارُونَ وفِرْعَونَ وهامان وأُبَيُ بنِ خَلَفٍ". انفرد به أحمد، .

* * *

باب ذِكر فضَائِل موسى وَشمائِله وصفاته ووفاته (٣)

قال اللّه تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (٥١) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (٥٢) وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا﴾ [مريم: ٥١ - ٥٣].

وقال تعالى: ﴿قَالَ يَامُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالآتِي وَبِكَلَامِي﴾ [الأعراف: ١٤٤].

وتقدّم في "الصحيحين" عن رسول اللّه أنه قال: "لا تُفَضِّلُوني عَلَى مُوسَى، فإنّ النَّاسَ يُصْعَقُونَ يَوْمَ القيامَةِ فأكُونُ أوَّلَ مَنْ يفِيْقُ فأجِدُ مُوْسَى باطِشًا بِقائمةِ العَرْشِ فَلا أدْرِي أَصعِقَ فأفاقَ قَبْلي أمْ جُوزي بِصَعْقَةِ الطُوْرِ" (٤). وقدَّمنا أنه مِنْ رسول اللّه مِنْ باب الهَضْمِ والتواضع، وإلّا فهو صلوات اللّه وسلامُه عليه خاتم الأنبياء، وسيّد ولد آدم في الدنيا والآخرة قطعًا جزمًا لا يحتمل النقيض.

وقال تعالى: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ﴾ إلى أن قال: ﴿وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ [النساء: ١٦٣، ١٦٤].

وقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا﴾ [الأحزاب: ٦٩].


(١) في مسنده (٢/ ١٦٩)، وهو حديث حسن.
(٢) الصدفي: نسبة إلى الصَّدِف، بكسر الدال، وهي قبيلة من حمير نزلت مصر. اللباب (٢/ ٢٣٦).
(٣) في ط: باب فضائل … ووفائه.
(٤) تقدم تخريجه ص (٧١).