للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأخذت بضبعيه (١) فقلت: هذا يا رسول اللّه؟ قال: "هذا" فإذا هو عثمان بن عفان.

ثم رواه أحمد (٢): عن يزيد بن هارون، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن كعب بن عُجْرة فذكر مثله.

ورواه أبو يعلى: عن هُدْبَة، عن هَمّام، عن قتادة، عن محمد بن سيرين، عن كعب بن عُجْرة.

وكذا رواه أبو عون: عن ابن سيرين، عن كعب.

وقد تقدم (٣) حديث أبي ثور الفَهْمي عنه في قوله في الخطبة التي خاطب بها الناس من داره: واللّه ما تَعنَّيتُ ولا تمنَّيتُ ولا زَنيتُ في جاهلية ولا إسلام ولا مسست فرجي بيميني منذ بايعت بها رسول الله ، وأنه كان يعتق كل يوم جمعة عتيقًا، فإن تعذّر عليه أعتق في الجمعة الأخرى عتيقين. وقال مولاه حمران: كان عثمان يغتسل كل يوم منذ أسلم. .

[حديث آخر]

قال الإمام أحمد (٤): حدَّثنا علي بن عيَّاش، حدَّثنا الوليد بن مسلم، أنبأنا الأوزاعي، عن محمد بن عبد الملك بن مروان أنه حدَّثَه عن المغيرة بن شعبة أنه دخل على عثمان وهو محصورٌ فقال: إنك إمامُ العامة، وقد نزلَ بك ما تَرى، وإني أعرضُ عليكَ خصالًا ثلاثًا اختر إحداهن: إمّا أن تخرجَ فتقاتلهم فإن معك عددًا وقوةً وأنت على الحق وهم على الباطل، وإما أن نخرق لك بابًا سوى الباب الذي هم عليه فتقعد على رواحلك فتلحق مكة، فإنهم لن يستحلّوك وأنت بها، وإما أن تلحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية. فقال عثمان: أما أن أخرج فأقاتل فلن أكون أولَ من خلفَ رسول اللّه في أمته بسفك الدماء، وأما أن أخرجَ إلى مكة فإنَّهم لن يستحلّوني بها، فإني سمعت رسول الله يقول: "يُلْحِدُ رجُلٌ من قريشٍ بمكَّة يكون عليه نصفُ عذابِ العالم" (٥) ولن أكون أنا، وأما أن ألحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية فلن أفارق دار هجرتي ومجاورة رسول اللّه .

وقال الإمام أحمد (٦): حدَّثنا أبو المغيرة، حدَّثنا أرطاة -يعني ابن المنذر- حدَّثني أبو عون الأنصاري، أن عثمان قال لابن مسعود: هل أنتَ مُنتهٍ عمَّا بلغني عنْكَ؟ فاعتذر بعضَ العذر، فقال عثمان: ويحك! إني قد سمعتُ وحفظتُ -وليس كما سمعتَ-، أنَّ رسول اللّه قال: "سيقتل


(١) ضبعيه: العضد أو الإبط. حاشية ط.
(٢) مسند الإمام أحمد (٤/ ٢٤٣).
(٣) تقدم صفحة (٣٣٠) من هذا الجزء، وإسناده ضعيف.
(٤) مسند أحمد (١/ ٦٧) وقد تقدم ص (٣٢٩ و ٣٣٠) وإسناده ضعيف.
(٥) في أ: أهل الدنيا. مضروبًا عليها.
(٦) مسند الإمام أحمد (١/ ٦٦).