للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واتفق في هذه السنة أن رجلًا ببغداد نزل إِلى دجلة يسبح فيها وأعطى ثيابه لغلامه فغرق في الماء فوجد في ورقة بعمامته هذه الأبيات:

يا أيُّها الناسُ كانَ لي أَمَلٌ … قَصَّرَ بي عن بلوغِهِ الأَجَلُ

فليتَّقِ اللّهَ ربَّهُ رجلٌ … أمكَنهُ في حياتِه العملُ

ما أَنا وحدي نقلت حيث ترى … كلٌّ إِلى مثله سينتقلُ (١)

وممن توفي فيها من المشايخ والأعيان:

أبو الحسن علي بن (الحسن بن) (٢) عنتر (٣) بن ثابت الحلِّي (٤) المعروف بشُمَيْم.

كان شيخًا أديبًا لغويًا شاعرًا جمع من شعره "حماسةً" كان يفضّلها على "حماسة أبي تمام"، وله خمريات (٥) يزعم أنها أفحلُ من التي لأبي نواس.

قال أبو شامة في "الذيل" (٦): كان قليلَ الدين، ذا حماقة ورقاعة وخلاعة (٧)، وله "حماسة" و"رسائل".

قال ابن الساعي: قدم بغداد فأخذ النحو عن ابن الخشاب، وحصَّلَ منه طرفًا صالحًا من النحو، واللغة (٨) وأشعار العرب، ثم أقام بالموصل حتى توفي بها (٩).

ومن شعره [في حماسته]: [من الكامل]

لا تَسْرَحَنَّ الطرفَ في مُقَلِ المها … فَمَصارعُ الآجالِ في الآمالِ (١٠)


(١) رواية البيت في ط:
ما أنا وحدي بفناء بيت … يرى كل إِلى مثله سينتقل
وهو مضطرب الوزن.
(٢) ما بين الحاصرتين سقط من ط، ولا يصح إِلا به (بشار).
(٣) في أ: عنبر؛ تحريف، وقد قيدها كل من المنذري والعماد الحنبلي بالحرف، وكذلك قيَّدا لفظة: شُميْم.
(٤) ترجمة سْميم في معجم الأدباء (٥/ ١٢٩) وإِنباه الرواة (٢/ ٢٤٣) وذيل الروضتين (٥٢) والتكملة لوفيات النقلة (٢/ ٦٥) ووفيات الأعيان (٣/ ٣٣٩) وتاريخ الإسلام (١٣/ ٤٠ - ٤٣) وسير أعلام النبلاء (٢١/ ٤١١) والعبر (٥/ ٢) والنجوم الزاهرة (٦/ ١٨٨) وبغية الوعاة (٢/ ١٥٦٠) وشذرات الذهب -دمشق- (٧/ ٨ - ١١).
(٥) أ: حماريات؛ تحريف.
(٦) ذيل الروضتين (٥٢).
(٧) ط: ذا حماقة ورقاعة وخلاعة؛ وما هنا عن ذيل أبي شامة.
(٨) ط: طرفًا صالحًا ومن اللغة.
(٩) الأبيات عشرة في معجم الأدباء بزيادة سبعة أبيات بعد البيت الثاني.
(١٠) رواية البيت في معجم الأدباء: =

<<  <  ج: ص:  >  >>