للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي شحنكية (١) صلاح الدين يوسف يقول عرقلة الشاعر: [من المتقارب] (٢)

رُوَيْدَكُم يا لُصوصَ الشَّامِ … فإنّي لَكُم ناصحٌ في مَقَالي

وإيّاكم وسَمِيَّ النَّبـ … ـيِّ يُوسُفَ رَبَّ الحِجا والكمالِ (٣)

فذاك مقطِّعٌ (٤) أيدي النّساء … وهذا مقطّع (٥) أيدي الرِّجالِ

وقد ملك أخوه توران شاه هذا بلاد اليمن فيما بعد ذلك، وكان يلقب شمس الدولة.

وممن توفي فيها من الأعيان:

محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر الحافظ، أبو الفضل البغدادي (٦):

ولد ليلة النصف من شعبان سنة سبع وستين وأربعمائة، وسمع الكثير، وتفرّد بمشايخ، وكان حافظًا مكثرًا، من أهل السنة، كثير الذِّكر، سريع الدمعة، وقد تخرج به جماعة، منهم: الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي، سمع بقراءته مسند الإمام أحمد، وغيره من الكتب الكبار، وكان يثني عليه كثيرًا، وقد رَدَّ على أبي سعد السمعاني في قوله: محمد بن ناصر يحب أن يقع في الناس. قال ابن الجوزي (٧): والكلام في الجرح (٨) والتعديل ليس من هذا القبيل، وإنما ابن السمعاني يحب أن يتعصب على أصحاب الإمام أحمد، نعوذ بالله من سوء القصد والتعصب (٩).


(١) ط: شحنة.
(٢) الأبيات في ديوان عرقلة (٨٧) وهو حسان بن نمير الكلبي أبو الندى، والأحكام السلطانية (١٤٧) والروضتين (١/ ١٠٠).
(٣) آ: والجمال، وكذا هي رواية الديوان، وهي في الروضتين: والحجال.
(٤) آ: فذاك يقطع … يقطع.
(٥) آ: فذاك يقطع .... يقطع.
(٦) ترجمته في الأنساب (٣٢٠/ آ) والمنتظم (١٠/ ١٦٢) وابن الأثير (٩/ ٢٤٧) ومرآة الزمان (٨/ ٢٢٥) ووفيات الأعيان (٤/ ٢٩٣) والعبر (٤/ ١٤٠) والوافي (٥/ ١٠٤) ومرآة الجنان (٣/ ٢٩٠) وذيل ابن رجب (١/ ٢٢٥ - ٢٢٩) والمنهج الأحمد (٢/ ٣١٠) وقد ذكرت المصادر نسبته التي اشتهر بها وهي السلامي، وكلام السمعاني في كتابه "ذيل تاريخ مدينة السلام" كما نقله الذهبي في تاريخ الإسلام (١١/ ٩٩٢).
(٧) المنتظم (١٠/ ١٦٣).
(٨) ط، ب: والكلام في الناس بالجرح، والخبر في المنتظم.
(٩) قال أفقر العباد بشار بن عواد: بل هذا من تعصب ابن الجوزي وكلامه في العلماء، وقد تعقبه إمام المؤرخين الذهبي بقوله: "يا أبا الفرج لا تنه عن خلق وتأتي مثله، فإن عليك في هذا الفصل مؤاخذات عديدة، منها أن أبا سعد لم يقل شيئًا في تجريحه وتعديله، وإنما قال إنه يتكلَّم في أعراض الناس، بل قال ما يجب عليه، والرجل فقد قال في ابن ناصر عبارتك بعينها التي سرقتها منه وصبغته بها، بل وعامة ما في كتابك المنتظم من سنة نيّف وستين وأربع مئة إلى وقتنا هذا من التراجم إنما أخذته من "ذيل" الرجل. ثم أنت تتفاخم عليه وتتفاجج، ومن نظر في كلام ابن =

<<  <  ج: ص:  >  >>