للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسلام، معه، يُنْذِرُ النَّاسَ منه، يقول: هذا المسيح الكذّاب فاحذروه، لعنه اللَّه، ويُعطيه اللَّه من السرعة، والخِفّة ما لَا يلحَقُه الدجّال، فإذا قال: أنا ربّ العالمين، قال له الناسُ: كذبتَ، ويقول اليَسَعُ: صدق الناسُ، فيَمُرّ بمكة، فإذا هو بخَلقٍ عظيم، فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا ميكائيلُ، بعثني اللَّه أن أمْنَعَهُ مِنْ حَرَمِه.

ويَمُرّ بالمدينة، فإذا هو بخَلْقٍ عظيمٍ، فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا جبريلُ، بعثني اللَّه لأمْنَعَه مِنْ حَرمِ رَسُولِهِ، فَيمُرّ الدجّال بمَكة، فإذا رأى مِيكَائيلَ ولّى هاربًا، ويصيح، فيخرُج إليه من مكة منافقوها ومن المدينة كذلك.

ويأتي النذير إلى الذين فَتَحوا القسطنطينية، ومن تألَّف من المسلمين ببيت المقدس أن الدجال قد خرج وخلَفكم في ذراريكم" قال: "فيتناول الدجّال ذلك الرجل، فيقول: هذا الذي يزعُم أني لا أقدِرُ عليه، فاقْتُلُوه، فيُنْشَرُ، ثمّ يقول: أنا أحْيِيه، قم بإذن اللَّه، ولا يأذن بإحياء نَفْسٍ غيرِها، فيقول: أَلَيْسَ قَدْ أَمتُّكَ، ثم أحْيَيْتُكَ، فيقول: الآن قد ازددتُ فِيكَ يَقِينًا، بَشّرنِي رسولُ اللَّه أنّك تَقتلني، ثم أُحْيَا بإذن اللَّه، لا بإذنك، فيُوضَعُ على جِلْدِه صَفائحُ من نُحَاسٍ، فلا يَحيكُ فيه سلاحُهم، فيقول: اطرحوه في ناري، فيحوّل اللَّهُ ذلك الجَبَل على النَّذِيرِ جنانًا، فيَشُكُّ الناسُ فيه، ويُبادر إلى بيت المَقدس، فإذا صعِد على عَقبَةِ أفِيقَ وقع ظُلْمُه على المسلمين، فيوتِّرون قِسيَّهم لقتاله، فأقواهم من يوتِّر وهو بارك أو جالس، من الجوع والضعف، ويسمعون النداء: جاءكم الغَوْثُ، فيقولون: هذا كلامُ رجلٍ شَبْعَان.

وتُشْرق الأرضُ بنُور رَبِّها، وَينْزلُ عِيسَى ابنُ مَرْيمَ، ويقول: يا معشر المسلمين، احمَدوا رَبَّكم وسَبِّحُوه، فيفعلون، ويُرِيدُون الفِرَارَ، فيُضَيّق اللَّهُ عليهم الأرض، فإذا أتوا بابَ لُدّ في نصف ساعةٍ، فيوافون عيسى ابنَ مريم، ، فإذا نَظَرَ الدجال إلى عيسى قال: أقم الصلَاة، فيقول الدجّال: يا نَبيّ اللَّه، فد أُقِيمت الصلاة، فيقول عيسى: يا عدوّ اللَّه، زَعمتَ أنّك رَبُّ العَالمين فَلِمَنْ تُصلّي؟ فيضرِبُه بمقْرعةٍ في يده فَيقتُلُه، فلَا يبْقَى أَحدٌ من أنصاره خَلْف شَيءٍ إلّا نادى: يا مؤمن هذا دجّالِيّ فاقْتُلْهُ. . . " إلى أن قال: "فتَمَتَّعُوا أربعين سَنَة لا يموتُ أحَدٌ، ولا يمرَضَ أحدٌ.

ويقول الرجلُ لغنمه، ولدوابّه: اذهبُوا فارْعَوْا، وَتمُرّ الماشيةُ بين الزرعين لا تأكلُ منه سُنْبُلَةً والحياتُ والعقاربُ لا تُؤذي أحدًا، والسبعُ على أبواب الدُّور لا يُؤذي أحدًا، ويأخذ الرجلُ المُدَّ مِن القمح فيبذُره بلا حِراث، فيجيء منه سَبعمئة مُدّ، فيَمْكثُونَ في ذلك كذلك حتى يُكْسَرَ سدُّ يَأْجُوجَ وَمأْجُوجَ، فيخرجون وَيُفْسدُون ما على الأرض، فيسْتغِيث الناسُ، فلا يُسْتجابُ لهم.

وأهْلُ طورِ سَيناء هُم الذين فَتحَ اللَّهُ عَلَيْهِم القُسْطَنْطِينيةَ، فيَدْعُونَ فَيَبْعَثُ اللَّهُ عليهم دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ ذاتَ قَوائِمَ، فتدْخُل في آذانِهمْ فيُصْبحُون مَوْتى أجمعون، وتُنْتِنُ الأرضُ منهم، فيُؤْذُونَ الناس

<<  <  ج: ص:  >  >>