للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي عاشره باشر شدَّ الدواوين جمال الدين آقوش الرحبي عوضًا عن فخر الدين إِيَاس، وكان آقوش متولّي دمشقَ من سنة سبع وسبعمئة، وولِّي مكانه الأميرُ علم الدين طرقشي السّاكن بالعُقَيْبة.

وفي هذا اليوم نُودي بالبلد بصوم النَّاس لأجل الخروج إلى الاستسقاء، وشُرع في قراءة "البخاري"، وتهيّأ الناس ودَعَوْا عُقَيْب الصلوات وبعد الخطب، وابتهلوا إلى الله في الاستسقاء، فلمَّا كان يومُ السبت منتصفُ صفر، وكان سابعَ نيسان، خرج أهل البلد برُمَّتهم إلى عند مسجد القدم، وخرج نائبُ السَّلطنة والأمراءُ مشاةً يبكون ويتضرَّعون، واجتمع الناس هنالك وكان مشهدًا عظيمًا، وخطب بالناس القاضي صدر الدين سليمان الجعفري (١) وأمَّن النَّاسُ على دعائه، فلمَّا أصبح النَّاسُ من اليوم الثاني جاءهم الغيثُ بإذن الله [ورحمته ورأفته لا بحولهم ولا بقوتهم] (٢)، ففرحَ النَّاسُ فرحًا شديدًا وعمَّ البلادَ كلَّها ولله الحمد والمنة، [وحده لا شريك له] (٣).

وفي أواخر الشهر شرعوا بإصلاح رُخام الجامع وترميمه وجَلْي (٤) أبوابه وتحسين ما فيه.

وفي رابعَ عشرَ ربيع الآخر درَّس بالناصرية الجوانية ابن الشيرازي (٥) بتوقيع سلطاني، وأخذها (٦) من ابن صَصْرَى وباشرها إلى أن مات.

وفي يوم الخميس سادسَ عشرَ جُمادى الأولى باشر (٧) ابن شيخ السَّلامية فخر الدين أخو ناظر الجيش الحِسْبة بدمشق عوضًا عن ابن الحداد، وباشر ابن الحداد نظر الجامع بدلًا عن ابن شيخ السلامية، وخلع على كل منهما.

وفي بُكرة الثّلاثاء خامس جُمادى الآخرة قدم من مصر إلى دمشق قاضي القضاة شرف الدين أبو عبد الله محمّد ابن قاضي القضاة معين الدين أبي بكر بن الشيخ زكي الدين ظافر الهمداني المالكي، على قضاء المالكيّة بالشَّام، عوضًا عن ابن سلامة الذي توفي، [فكان بينهما ستة أشهر] (٨)، ولكن تقليد هذا مؤرخ بآخر ربيع الأول، ولبس الخلعة وقُرئ تقليده بالجامع (٩).


(١) سليمان بن هلال بن شبل. سيأتي في وفيات (٧٢٥ هـ). والخبر في الدرر الكامنة (٢/ ١٦٥).
(٢) ليست في ب.
(٣) ليست في ب.
(٤) في ط: حلي.
(٥) في ب: القاضي كمال الدين. وهو: أحمد بن محمد بن هبة الله. وسيأتي في وفيات سنة (٧٣٦ هـ).
(٦) في ب: وانتزعها من يد.
(٧) في ب: القاضي فخر الدين. وهو: أخو قطب الدين مُوسى بن أحمد.
(٨) ليست في ب، والذي فيه: فكان بين وفاته ووصول هذا إلى دمشق ستة أشهر.
(٩) الدارس (٢/ ١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>